على بعد أيام قليلة من خروج ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في حوار مطول، كشف فيها كل تفاصيل ضلوع إيران في تدريب "البوليساريو"، بالأسماء، والتواريخ، والوقائع، عبرت إيران عن انزعاجها من تصريحات الدبلوماسي المغربي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريح نقلته عنه وكالة مهر للأنباء، إن الاتهامات، التي وجهتها الحكومة المغربية إلى إيران لا تخدم سوى أعداء الأمة الإسلامية، معتبرا أنها غير مقنعة، وقال في هذا السياق: "إن المسؤولين المغربيين، وبعد قطع علاقتهم بلا سبب وجيه، يحاولون الآن إقناع الرأي العام، لهذا نشاهدهم في الأيام الأخيرة يجرون مقابلات ولقاءت صحفية من أجل تبرير سياساتهم". وحول اتهام المغرب لإيران بضلوعها في دعم جبهة البوليساريو من خلال "حزب الله" اللبناني، قال بهرام قاسمي "إن مسؤولي المغرب، خلال لقاءاتهم مع وزير خارجيتنا، أو خلال مقابلاتهم التلفزية لم يقدموا أي دليل لإثبات هذه المزاعم، ولهذا حتى الآن لم يجدوا جوابا مقنعا للرأي العام والإبهامات الموجودة في هذا الملف". وكان ناصر بوريطة قد خرج في حوار مطول له مع مجلة "جون أفريك"، كشف فيه أن الملف المغربي "تم إعداده بدقة بالغة على مدى عدة أسابيع، استنادا إلى المعلومات، التي تم تجميعها، والتحقق منها، طوال عدة أشهر، كما تضمن حقائق ثابتة، ودقيقة، منها مواعيد زيارات مسؤولين كبار في حزب الله إلى الجزائر، وتواريخ، وأمكنة الاجتماعات، التي عقدوها مع مسؤولي البوليساريو بالإضافة إلى قائمة بأسماء العملاء، المشاركين في هذه الاتصالات"، مضيفا أن المغرب لم يتخذ قراره إلا بعد دراسة كل العناصر والتحقق، والتأكد منها. وأشار ناصر بوريطة إلى أنه كشف لنظيره الإيراني أسماء مسؤولين كبار في حزب الله، تنقلوا في عدة مناسبات إلى تندوف، منذ مارس 2017، من أجل لقاء المسؤولين في البوليساريو، والإشراف على دورات تدريبية، وإقامة منشآت، ومرافق، وأضاف بوريطة أن الأمر يتعلق على الخصوص بحيدر صبحي حديد، المسؤول عن العمليات الخارجية في حزب الله، وعلي موسى دكدوك، المستشار العسكري في التنظيم نفسه، بالإضافة إلى الحاج أبو وائل زلزالي، المسؤول عن التكوين العسكري، واللوجستيك. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن السفارة الإيرانية في الجزائر العاصمة كانت صلة الوصل، التي تربط بين حزب الله، والجزائر، والبوليساريو من خلال "مستشارها الثقافي" أمير الموسوي، الذي كان دائما الشخص الرئيسي، والمحوري في محاولات نشر "التشيع" في العديد من البلدان العربية، والإفريقية، والذي هو اليوم مستشار في القضايا الاستراتيجية ل "المرشد الأعلى"، علي خامنئي. يذكر أن المغرب كان قد أعلن، في فاتح ماي الجاري، قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، إذ توجه وزير الخارجية بطلب رسمي إلى سفير طهران في الرباط لمغادرة الأراضي المغربية.