أثارت دعوة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية للمشاركة في التظاهرة المنظمة، يوم غد الأحد، بمدينة الرباط، لدعم القضية الفلسطينية، استفزاز عدد من المواطنين المغاربة الذين يخوضون معركة المقاطعة ضد كل من وقود شركة إفريقيا وحليب سنطرال وماء سيدي علي، لتخفيض أسعار المواد الاستهلاكية اليومية. وعبّر عدد من المغردين والمدونين بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من تجاهل حزب العدالة والتنمية لحملة المقاطعة التي تروم لخفض الأسعار المواد الاستهلاكية اليومية التي لا تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة، مقابل أنه يعبئ بكل مكوناته لتظاهرة وطنية للقضية الفلسطينية. ودعا عدد كبير من المواطنين المقاطعين، إلى عدم المشاركة في المسيرة التي دعا لها حزب العدالة والتنمية، لدعم القضية الفلسطينية، لأنها حسبهم هروب من القضايا الداخلية المحرقة، وعلى رأسها حملة المقاطعة التي جاءت بسبب غلاء الأسعار، وهروباً كذلك من تحمل المسؤولية السياسية، باعتباره الحزب الذي لديه الأغلبية البرلمانية ويرأس الحكومة. وفي هذا، اعتبر الصحفي محمد فرنان أن "من لا ينتصر لقضايا وطنه لن يُحرر فلسطين". ومن جهته، شدد المكي الحنودي، رئيس جماعة لوطا بإقليم الحسيمة، على أن "قضية فلسطين وأرواح شهدائها سوف تحاسِب بدون شك كل من يستغلها لأهداف سياسوية وانتخابوية"، وأوضح أن "البعض كلما انكشف أمره واشتد عليه الخناق يضرب على وتر فلسطين بشكل انتهازي ووقح"، حسب قوله. الناشط التهامي القطاري، تساءل قائلاً: "كيف تتركون غليانا على الزيادات في الأسعار وتغردون خارج السرب؟"، وأردف الناشط كريم آيت علي معلقاً: "الشعب الفلسطيني على الراس والعين، ولكن لا نسمح أن يكون ورقة لقياس شعبيتكم، فقد فقدتم الكثير بخرجاتكم المقيتة وانحيازكم للرأسمال المتوحش"، على حد تعبيره. هذا وتقاطرت مئات التعليقات، على النداء الذي نشره حزب العدالة والتنمية للمشاركة في التظاهرة الوطنية لدعم القضية الفلسطينية، سواء جدراه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أو الذي تمت مشاركته على صفحات قياداته، والتي أغلبها (التعاليق) تؤكد أن حملة المقاطعة ستستمر إلى غاية تخفيض أسعار الوقود والحليب والماء المعدني، وتدعو حزب المصباح إلى الكف عن الإنحياز للشركات المعنية بالمقاطعة، والدفاع عن القدرة الشرائية للمواطنين.