رصد تقرير دولي حديث صعوبة الأوضاع، التي يعيشها نحو 800 شخص في مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين في الغرب الليبي، خصوصا في مدينة زوارة. وقالت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير حديث لها نشرته، نهاية الأسبوع الجاري، إن مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين في مدينة زوارة الليبية، التي تديرها حكومة الوفاق الليبي، تعرف ظروف احتجاز "حرجة"، ويعيش المهاجرون فيها في ظل أوضاع متدهورة جدا، مع نقص كبير في ما يكفي من الغذاء، والماء. وأضافت المنظمة الدولية أن تدهور الوضع الصحي للمهاجرين المحتجزين في زوارة، أوصل بعضهم ممن أمضوا ما يفوق خمسة أشهر، إلى حالة سوء تغذية، خصوصا المهاجرين، الذين أمضوا فترة احتجاز لدى شبكات تهريب البشر قبل نقلهم للمراكز الحكومية للمهاجرين. وفي ظل صدور هذا التقرير الصادم عن الوضع في محتجزات المهاجرين في زوارة، تخوض المصالح المغربية، من موظفين قادمين من السفارة المغربية في تونس، إلى العاصمة الليبية طرابلس، جهودا كبيرة لتجميع المهاجرين المغاربة من مختلف المدن الليبية، في العاصة طرابلس، استعدادا لإعادتهم إلى المغرب، حيث نقل عدد منهم خلال الأيام القليلة الماضية من زوارة الليبية إلى طرابلس، لاستخراج وثائق سفرهم استعدادا لإعادتهم للوطن. وتأتي هذه الخطوة المغرية بعد سلسلة احتجاجات خاضتها عائلات المغاربة المحتجزين في ليبيا أمام مقرات كل من وزارتي الخارجية، والهجرة في العاصمة الرباط، مطالبين بتدخل حكومي لوقف معاناة أبنائهم في مراكز الاحتجاز الليبية. وأكد جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، أن العمل من أجل استخراج وثائق سفر للمهاجرين المغاربة من أجل إعادتهم من مطار معيتيقة الدولي إلى مطار محمد الخامس، تجري على قدم وساق، حيث تأمل حكومة الوفاق الليبي أن تنجح في إعادتهم إلى الدارالبيضاء قبيل شهر رمضان المقبل. وعلى الرغم من الصعوبات، والأخطار، التي يواجهها المهاجرون المغاربة في ليبيا بين المعاناة داخل مراكز احتجاز المهاجرين الحكومية، أو أيدي عصابات الاتجار بالبشر، إلا أن قوات خفر السواحل الليبي لا تزال تنتشل المغاربة ممن يحاولون الهجرة إلى أوربا عبر سواحلها، لتستمر أعدادهم في التزايد.