كشفت فيدرالية التكنولوجيات الحديثة والاتصال أن 8000 من الأطر عالية المهارة، التي يتم تكوينها في القطاعين العام والخاص، تهاجر سنويا إلى الخارج، ما سيؤدي إلى نقص حاد في الكفاءات المغربية التي يحتاج إليها سوق الشغل بالمملكة. وحذرت الفيدرالية، على لسان رئيستها سلوى بلقزيز كركري، من استمرار نزيف هجرة الأدمغة المغربية إلى الخارج، مؤكدة أن 25 في المائة من الأطر العاملين في قطاع التكنولوجيا الحديثة قدموا استقالتهم سنة 2017، بحثا عن فرص عمل محفزة وظروف عيش جيدة خارج المملكة. وكشفت رئيسة فيدرالية التكنولوجيات والاتصال التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب في اتصال مع "أخبار اليوم"، أن شركات فرنسية تحل بالمغرب كل أسبوع، وتقوم بتقديم عروض عمل مُغرية للكفاءات المغربية من أجل الهجرة والاستقرار بفرنسا، وبعائد مادي مغر، وهي العروض التي شككت الجمعية في مصداقيتها لأنها لا تتوفر على معطيات دقيقة عن ظروف وطبيعة العمل، مؤكدة في تصريحها عن حاجة المغرب إلى هذه الكفاءات بعد إعلانه عن الاستراتيجية الرقمية 2020. وعن الأسباب التي تدفع الأطر المغربية للهجرة نحو الخارج، قالت بلقزيز، إن البحث عن وضعية مادية أفضل، يبقى أكبر حافز لهذه الكفاءات من أجل مغادرة البلاد. وأكدت المتحدثة، أن عددا كبيرا من وكالات الهجرة حلت بالمغرب مؤخرا، وقدمت عروضا مغرية للشباب المغربي من ذوي الخبرة والكفاءة العالية بشروط مالية محفزة، للعمل في الشركات الفرنسية، ولهذا بدأنا نرصدها وهي تقيم لقاءات خاصة في فنادق المغرب، وتزور المغرب باستمرار للتنقيب على هذه الكفاءات. ووصفت بلقزيز في حديثها مع الجريدة، هجرة الكفاءات نحو الخارج ب"الخسارة" التي يتكبدها الاقتصاد المغربي، لأن كل المؤشرات تؤكد على حاجة المملكة إلى الأطر العالية حتى يضمن الاقتصاد المغربي استقراره وتطوره. وأضافت المتحدثة، أن فيدرالية التكنولوجيات والاتصال و"الأوفشورينغ"، وضعت مخططا لتكوين الكفاءات على مدى السنتين المقبلتين، لمواكبة التطورات التي يفرضها التحول الرقمي في العالم وتقوية الكفاءات التقنية للبلاد. وكان تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية تحت عنوان: "هجرة الكفاءات من الدول المغاربية نحو أوروبا"، قد كشف أن هجرة الأطر العليا في ارتفاع مستمر في السنوات الأخيرة وشمل أطرا مختلفة، موضحا أن 45 في المائة من هذه الأطر العالية قررت الانتقال صوب أوروبا ليحتل المغرب بذلك المرتبة الثالثة عالميا بالنسبة إلى هجرة الأدمغة.