تأتي حالات هجرة الأدمغة المغربية في المرتبة الثانية على الصعيد العربي متقدمة على مصر ولبنان. فقد أفادت دراسة صادرة عن إدارة السياسات السكانية والهجرة بالقطاع الاجتماعي في جامعة الدول العربية، استعرضها الاجتماع الأول لوزراء الهجرة العرب الذي اختتم أعماله بالقاهرة مؤخرا، بأن مجموع عدد الكفاءات العلمية العربية في الخارج يصل إلى مليون و90 ألفا و282 كفاءة علمية مقابل 717 ألفا و815 كفاءة علمية للصين ومليون و50 ألفا و484 كفاءة علمية للهند، على الرغم من أن عدد سكان كل دولة من الدولتين على حدة يزيد بمعدل 4 أضعاف على عدد السكان في الوطن العربي بأجمعه. وكشفت الدراسة عن إحصائية تفصيلية لتوزيع ونسب هجرة الأدمغة والكفاءات العلمية للدول العربية، حيث جاءت الجزائر في مقدمة أكثر الدول هجرة لأدمغتها وكفاءاتها بنسبة 215 ألفا و347 كفاءة علمية، يليها المغرب ب207 آلاف و117 كفاءة ثم مصر ب147 ألف كفاءة، 835 فلبنان ب110 آلاف و960 كفاءة، والعراق ب83 ألفا و465 كفاءة، وتونس ب68 ألفا و كفاءة، 190 ثم سوريا ب43 ألفا و898 كفاءة، وفي المرتبة الثامنة جاءت الأردن ب26 ألفا و640 كفاءة، ثم السودان ب17 ألفا و66 كفاءة. وحسب الدراسة، فإن هجرة الأدمغة العربية والكفاءات العلمية تتفوق على نظيرتها المهاجرة من الصين والهند إلى الخارج رغم الفارق الرهيب في عدد السكان في 21 دولة عربية إذ لا يزيد عدد سكان على 340 مليون نسمة، بينما يصل عدد سكان الصين لوحدها إلى 1.4 مليار نسمة والهند إلى 1.1 مليار نسمة. وأكدت الدراسة أن دولة الكويت، على الرغم من صغر عدد سكانها وكونها من أكثر الدول الجاذبة للمهاجرين في منطقة الخليج العربي، تفوقت على كل دول المنطقة في عدد هجرة الأدمغة إلى الخارج، وبلغ نصيبها 16 ألفا و542 كفاءة، احتلت بهم المرتبة العاشرة بين الدول المصدرة للكفاءات العلمية، تلتها الصومال ب16ألفا و516 كفاءة، ثم ليبيا ب15 ألفا و541 كفاءة، ثم السعودية ب12 ألفا و348 كفاءة، ففلسطين ب6581، تلتها اليمن ب6287 كفاءة، ودولة الإمارات العربية المتحدة ب3487 كفاءة، والبحرين ب3017 كفاءة، تلتها موريتانيا ب2745 كفاءة، وجزر القمر ب1901 كفاءة، وجيبوتي ب1592 كفاءة، وقطر ب1465 كفاءة، وأخيرا سلطنة عمان ب1012 كفاءة علمية مهاجرة إلى خارج. وأشارت الدراسة كذلك إلى أن آخر الإحصائيات الرسمية المسجلة عن تحويلات العرب المهاجرين إلى أوربا وأمريكا تزيد على 22 مليار دولار سنويا، حيث يتقدم المغرب كافة الدول العربية في هذا القطاع بحوالي 4 مليارات دولار، تليه مصر ب2.9 مليار، ثم الجزائر ب2.46 مليار، والأردن ب35.2 مليارا، ثم اليمن ب1.6 مليارا، وتونس ب1.4 مليارا، والسودان ب1.3 مليارا، وسوريا 600 مليون دولار. ونبهت الدراسة إلى أن هناك العديد من الدول العربية تزيد فيها نسبة التحويلات غير الرسمية عن التحويلات التي تتم عن طريق البنوك والمصارف، حيث تمثل التحويلات غير الرسمية بالنسبة للمغاربة 34%، وللجزائريين 57%، وللمصريين 56%، وللأردنيين 53%، و20% للتونسيين. وفي غياب توفير مناصب شغل مناسبة لآلاف من الخريجين المعطلين من ذوي الكفاءات العالية، يصبح المجال العلمي والتكنولوجي محتلا الصدارة في ما يخص هجرة الأدمغة المغربية، حيث تعتبر ظاهرة هجرة العقول إلى الخارج أحد أهم العوامل المؤثرة على تطور الاقتصاد والتنمية في المغرب وعلى تركيبه الهيكلي للسكان. وتكتسب هذه الظاهرة أهمية متزايدة في ظل تزايد أعداد المهاجرين المغاربة، خصوصا من الأطر العلمية المتخصصة. وتشير عدة إحصائيات لجامعة الدول العربية وبعض المنظمات المهتمة بهذه الظاهرة إلى أن الوطن العربي يساهم ب31% من هجرة الكفاءات من الدول النامية، وأن 50% من الأطباء و23% من المهندسين و15% من العلماء من مجموع الكفاءات العربية يهاجرون متوجهين إلى أوربا والولايات المتحدة وكندا بوجه خاص. في غياب مناصب شغل مناسبة لآلاف من الخريجين المعطلين من ذوي الكفاءات العالية، يصبح المجال العلمي والتكنولوجي محتلا الصدارة في ما يخص هجرة الأدمغة المغربية، حيث تعتبر ظاهرة هجرة العقول إلى الخارج أحد أهم العوامل المؤثرة على تطور الاقتصاد والتنمية في المغرب وعلى تركيبه الهيكلي للسكان. وتكتسب هذه الظاهرة أهمية متزايدة في ظل تزايد أعداد المهاجرين المغاربة، خصوصا من الأطر العلمية المتخصصة. وتشير عدة إحصائيات لجامعة الدول العربية وبعض المنظمات المهتمة بهذه الظاهرة إلى أن الوطن العربي يساهم ب31% من هجرة الكفاءات من الدول النامية، وأن 50% من الأطباء و23% من المهندسين و15% من العلماء من مجموع الكفاءات العربية يهاجرون متوجهين إلى أوربا والولايات المتحدة وكندا بوجه خاص، وأن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم، فيما يشكل الأطباء العرب في بريطانيا حوالي 34% من مجموع الأطباء العاملين فيها، كما أن ثلاث دول متقدمة، كأمريكا وكندا وبريطانيا، توفر فرصا أفضل للعمل تضمن عيشا وكرامة أفضل لنحو 75% من المهاجرين العرب. وتتضمن هذه الأرقام العديد من الفئات في مهن وتخصصات مختلفة، وتتجلى الخطورة في أن عددا من هؤلاء يعملون في أهم التخصصات الحرجة والاستراتيجية مثل الجراحات الدقيقة والطب النووي والعلاج بالإشعاع، والهندسة الإلكترونية والميكروإلكترونية، وغيرها. ويعود سبب النزيف المتواصل لهجرة الأدمغة المغربية، حسب التقارير والدراسات العربية، إلى فشل السياسات الحكومية «المتناوبة» على المغرب، مع غياب برامج واستراتيجيات واضحة لتوفير فرص الشغل في ظروف مواتية تضمن الكرامة لشباب كانوا يفضلون البقاء لخدمة بلدهم، قبل أن يضطروا إلى مغادرته بحسرة ليستقروا في بلدان أجنبية تحضنهم مستفيدة من خبراتهم ومؤهلاتهم العالية.