حافظ رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، على خطابه الداعي إلى "الاطمئنان" وعدم التصعيد، في التجمّع الافتتاحي الأول الذي ترأسه أول أمس السبت، ضمن المؤتمرات الجهوية التي ينظّمها حزب المصباح. العثماني ورغم جلوسه في المنصة التي ألقى فيها سلفه عبدالإله بنكيران خطابا سياسيا قويا قبل سنتين، واستماعه إلى كلمات قوية لكل من الكاتب الجهوي للحزب، أحمد أدراق، والكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية محمد أمكراز؛ حرص في كلمته على الدعوة إلى عدم "تضخيم" التراجعات السياسية والحقوقية التي يعرفها المغرب. العثماني اعتبر محاولات العرقلة التي تتعرّض لها حكومته أمرا عاديا، مشبها إياها بالعرقلة التي تحدث داخل مجالس الجماعات المحلية. وقال العثماني إن من الطبيعي وجود التشويش، "لكنني أدعو الشباب إلى عدم الوقوع في الأغاليط والأخبار الزائفة… ففي كل انتخابات لا بد من تنافس شرس، واللي مشات ليهم المقاعد يحاولون التشويش". وذهب رئيس الحكومة إلى أنه وعلى غرار بعض المجالس الجماعية، "الحكومة حتى هي كاينين شي وحدين اللي بغاو يديرولها العصا فالرويدة؟ واش نكذبوا على الله؟ كاين هادشي، ولكن حنا لن نستسلم لهادشي، سنقاوم وسنبذل جهدنا وسنمضي إلى الأمام لفائدة بلادنا". العثماني استهلّ كلمته التي ألقاها في ساحة بقي نصفها الأخير فارغا عكس ما كانت عليه في تجمع بنكيران قبل سنتين، بالقول إنه يريد أن يطمئن، "الحمد لله المغرب غادي فالطريق الصحيح على العموم، هناك إشكالات أحيانا قاسية، لكنها لا تعني أن المسيرة مشوشة ومضطربة، الحمد لله هناك استقرار ورؤية ثاقبة لجلالة الملك ومؤسسات تشتغل وعمل وإرادة لحل المشاكل". العثماني بدا مترددا في الرد على تحرّكات وزيره في الفلاحة، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، والذي أصبح يقود أجندة انتخابية مبكرة مقدما برنامجا مختلفا عن برنامج الحكومة. "بعض المرات نجد أن الأحزاب كل واحد كايضرب على عرامو، ها اللي بغا يكون هو الأول في 2021 وها اللي بغا من دابا يوصل ليها، لكن هذا شغل كل واحد، ونتوما عارفين شكون اللي خدام فالساحة وموجود مع المواطنين ونحن لنا الثقة فيكم"، يقول العثماني، مضيفا أن أنباء التحضير لانتخابات سابقة لأوانها مجرد إشاعات، "وهاد الهضرة ما كايناش عندنا لا في الحكومة ولا في الأغلبية، ونحن حريصون على الأغلبية الحكومية رغم الإشكالات، عموما هذه الأغلبية منسجمة دون أن يعني هذا عدم وجود اختلاف في الآراء". وفيما حرص العثماني على استهلال كلمته بدعوة الشباب إلى عدم التهويل، كان الكاتب الوطني لشبيبة الحزب، محمد أمكراز، قد ألقى كلمة قوية هاجم فيها تحركات عزيز أخنوش. أمكراز اعتبر أن المغرب يعرف حاليا محاولة لإحياء مسار قال إنه كان قد انطلق قبل 2021، في إشارة منه إلى تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان يزحف نحو صدارة المشهد السياسي. "هؤلاء يعيدون تشكيل ذلك المسار بأشخاص مختلفين". وفي إشارة مباشرة إلى حزب أخنوش، قال أمكراز إن "الناس الذين يتكلمون اليوم عن الصحة والتعليم والقطاعات الاجتماعية التي تشكل الوتر الحساس الذي يمكن لأي كان العزف عليه، لا يتحدثون عن الديمقراطية ولا حقوق الإنسان، وهذا يؤكد كلام الشوافة فعلا، لأنهم لا يتحدثون عن الانتخابات الشفافة". الإشارة الأخيرة كانت إحالة مباشرة على كلمة بنكيران أمام مؤتمر الشبيبة الأخير، والتي هاجم فيها أخنوش وتساءل ما إن كانت "الشوافة" قد أخبرته بقدرته على الفوز بالانتخابات المقبلة. "حديث الشوافة هو جزء قليل مما يجب أن يقال، وإذا استمر هذا المسار فسيقال كل ما يجب أن يقال، لا يمكن للمغاربة بعد 2011 أن يخافوا كما كان الحال قبل ذلك، ونحن مستعدون اليوم لأداء الثمن من أجل أبنائنا ومستقبلهم"، يقول أمكراز. من جانبه الكاتب الجهوي للحزب، أحمد أدراق، حرص على استحضار بنكيران ومواقفه في كلمته، وقال إنه ينوّه بجهود الأمين العام السابق "وأنا على يقين أن خلفه سيستمر على نفس النهج والمشوار". وأوضح أدراق أن نجاحات كثيرة تحققت في عهد بنكيران "من خلال نتائج ثلاثة استحقاقات متتالية وأصبح الحزب بتلك الجهود وجهود جميع المناضلين، من أكبر الأحزاب السياسية المغربية اليوم". وشدّد أدراق على أنه يشيد بدور بنكيران من الناحية السياسية والأخلاقية "وبتشبثه بالخيار الديمقراطي وحسن تدبير الاختلاف الداخلي الذي مر منه حزب العدالة وهذا لا يمكن أن ننكره، حتى وصلنا إلى محطة المؤتمر الثامن موحدين وخرجنا منه موحدين وسنبقى اليوم وغدا، موحدين إن شاء الله".