لقيت الكلمة التي ألقاها عبدالإله بنكيران، أمام مؤتمر شبيبة البيجيدي السبت الماضي، ردود فعل غاضبة داخل قيادة البيجيدي، لأنها مست بحلفاء الحزب في الحكومة، وعلى الأخص التجمع الوطني للأحرار. وحسب قيادي من الحزب، فإن الأمانة العامة لم تطلع مسبقا على كلمة بنكيران، ولم تتم استشارتها في برمجة الكلمة في المؤتمر، مشددا على أن مهاجمة عزيز أخنوش، كان موقف "مفاجئا"، نظرا لكون بنكيران "سبق أن اشتغل مع أخنوش في الحكومة السابقة". من جهة أخرى، لم تصدر بعد أي ردود فعل علنية من قيادة الأحرار على هجوم بنكيران، لكن مصدرا قياديا في الحزب فضل عدم ذكر اسمه، قال ل"اليوم24″، إن "بنكيران رئيس حكومة سابق، وعليه أن يبقى في مستوى رئيس حكومة المملكة المغربية السابق"، مضيفا "عليه أن يوقرنا كي يبقى موقرا"، مشيرا إلى أمثلة رؤساء حكومات سابقين، "تواروا إلى الخلف" بعد انتهاء مهامهم. هذا، وعلم "اليوم24″، أن قيادة البيجيدي حاولت تخفيف حدة تصريحات بنكيران، حتى لا يتأثر التحالف مع أخنوش. وكانت العودة السياسية لبنكيران قوية، وذلك بتصديه لتحركات عزيز أخنوش زعيم الأحرار، الذي يَعِدُ حزبه ليكون بديلا للبيجيدي في انتخابات 2021. وفي هذا الصدد قال بنكيران، في المؤتمر السادس لشبيبة حزبه، "لا مانع عندي أن يفوز السي عزيز في انتخابات 2021، لكن من هي الشوافة التي أخبرته من الآن؟"، و"من أعطاه الضمانة؟"، متسائلا: "شكون عطاك العيد تفرح بيه"، قبل أن يخاطبه من منصة المؤتمر: "أقول لك السي عزيز إن زواج المال بالسياسة خطر على الدولة". كما هاجم بنكيران حزب الاتحاد الاشتراكي، واصفا إياه ب"الحزب المرفوض"، ما جعل إدريس لشكر يرد بأنه لن يعلق على شخص "انتهى". أمام كل هذا تشكل عودة بنكيران القوية تحديا لسعد الدين العثماني، خاصة أن بنكيران نجح في كسب تعاطف شبيبة الحزب، وهي أحد الأذرع الأساسية في الحزب، كما أن رئيسها الجديد محمد أمكراز، يعتبر من المقربين لتيار بنكيران، ما يطرح تساؤلات حول كيف سيدبر العثماني الأمين العام عودة الرجل، الذي بات يوصف بالزعيم داخل الحزب.