قال القس الأمريكي الناشط في مجال الحقوق المدنية والسياسية، جيسي جاكسون، اليوم الجمعة بالداخلة، إن المغرب يعد "منارة" في القارة الإفريقية لتعزيز قيم التعاون والتضامن، والتي يتعين على بلدان القارة اتباعها لتقوية التعاون جنوب-جنوب. وأوضح القس جاكسون، في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمنتدى كرانس مونتانا، المنعقدة حليا في الداخلة، أن المغرب هو ثاني أكبر مستثمر إفريقي في القارة، وسادس أكبر مستثمر إفريقي في العالم باستثمارات إجمالية قدرها 4.5 مليار دولار. وأضاف أن 62،9 في المائة من إجمالي الاستثمارات المغربية في الخارج هي موجهة لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء وخاصة بلدان غرب إفريقيا، حيث المغرب هو أول مستثمر إفريقي بها. وأبرز المتحدث أن للمغرب تاريخا عريقا في تكوين الأجيال الإفريقية الصاعدة، حيث يستقبل كل سنة أكثر من سبعة آلاف طالب ينحدر معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء، علاوة على التكوين المهني الذي يستفيد منه المئات من الطلبة الأفارقة في المجالات ذات الأولوية في مجال التنمية البشرية المستدامة. وبخصوص منتدى كرانس مونتانا، أكد القس جاكسون أن هذ المنتدى يساهم في تنمية القارة الإفريقية بمناقشة عدة مواضيع تهم، بالخصوص، تحسين ظروف عيش الشعوب وخاصة الفئات المهمشة، كما يساهم في تحقيق التقارب ومد جسور التواصل بين الشعوب. كما أشاد جاكسون باختيار موضوع إفريقيا والتعاون جنوب-جنوب كمحور أساسي لهذه الدورة، معتبرا أن حلول المفارقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي توجد بين الشمال والجنوب "ستنبثق من الجنوب" ومنتدى كرانس مونتانا يعتبر خطوة مهمة في تحقيق هذا الطموح. وكان المنتدى المذكور قد افتتح صباح اليوم الجمعة بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وعدد من القادة السياسيين والحقوقيين بمختلف دول العالم، حيث ينتظر أن يستمر هذا الحدث الدولي،إلى غاية 20 مارس الجاري. وينقسم برنامج هذه التظاهرة إلى جزأين، الأول ينظم بمركز الندوات بجوهرة الجنوب من 15 إلى 17 مارس الجاري، والجزء الثاني سينظم على متن الباخرة "رابسودي" التي ستنطلق من الداخلة نحو الدارالبيضاء من 18 إلى 20 مارس الحالي.