اختتمت، مساء أول أمس الاثنين، على متن الباخرة «جي إن في رابسودي» المتجهة من مدينة الداخلة إلى الدارالبيضاء، أشغال الدورة ال28 لمنتدى كرانس مونتانا والثالثة على التوالي بمدينة الداخلة، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بعد خمسة أيام من النقاشات المثمرة والغنية حول التنمية في القارة الإفريقية والتعاون جنوب-جنوب. وعرفت هذه التظاهرة الدولية، التي نظمت في الفترة ما بين 16 و20 مارس الجاري، حضور ما مجموعه 1500 مشارك من 150 دولة. واستقطبت دورة 2017 لمنتدى كارنس مونتانا شخصيات مرموقة تنتمي لعالم السياسية والاقتصاد وشخصيات رفيعة المستوى من ضمنهم رؤساء دول وحكومات حاليون وسابقون، ورؤساء برلمانات، ووزراء ومسؤولون سامون يمثلون منظمات ومؤسسات إقليمية ودولية. كما حظيت هذه الدورة باهتمام كبير من وسائل الإعلام الوطنية والدولية التي حرصت على تغطية هذا الموعد السنوي الذي يجمع صانعي القرار والخبراء ومسؤولي المنظمات غير الحكومية والفاعلين الجمعويين من مختلف بقاع العالم. وانقسمت أشغال المنتدى إلى قسمين، نظم أولهما في مدينة الداخلة وتطرق إلى مواضيع من قبيل الصحة العمومية، والطاقات المتجددة، وتدبير الموارد الطبيعية، والصناعات البحرية، ودور الشباب والنساء، كما تميز هذا الجزء من المنتدى بتسليم مؤسسة كرانس مونتانا جوائز وميداليات ذهبية لشخصيات دولية مرموقة اعترافا بجهودهم ومبادراتهم في بناء عالم أفضل. واستكمل المنتدى أشغاله خلال الجزء الثاني على متن سفينة «رابسودي»، التي انطلقت في اليوم الرابع من المنتدى من مدينة الداخلة نحو الدارالبيضاء. وتضمن برنامج هذا الجزء عددا من الندوات عالجت، على الخصوص، مواضيع التواصل السياسي والمؤسساتي في إفريقيا، ومكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي الجديد، والتدبير العادل والمستدام للموارد الطبيعية، فضلا عن عرض فيلم وثائقي حول الأخطار التي تواجهها المحيطات. وفي تصريح للصحافة في ختام هذه الدورة، وصف الرئيس الشرفي ومؤسس منتدى كرانس مونتانا، جون بول كارتيرون، حصيلة دورة هذه السنة بالإيجابية، بالنظر لعدد وقيمة الشخصيات التي شاركت في النقاشات، موضحا أن المشاركين أعربوا عن رغبتهم في العودة من جديد إلى المملكة في إطار منتدى كرانس مونتانا. وأبرز كارترون أن المشاريع الهيكلية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في الداخلة سمحت للعالم بأسره باكتشاف هذه المدينة العريقة، أرض الحوار والنقاش والانفتاح، مشيرا إلى أن هذه الحاضرة أصبحت خلال السنوات الماضية «مختبرا» للأفكار والاقتراحات والنقاشات والحلول. وقال إن عودة المغرب الطبيعية والمشروعة لعائلته المؤسساتية الإفريقية أعطت بعدا فريدا وأكثر تعددية لنقاشات منتدى كرانس مونتانا، مسجلا الانفتاح والاستقرار والأمن الذين يتمتع بهم المغرب. واعتبر أن المغرب هو البلد الوحيد «الآمن والمستقر» في المنطقة حيث يمكن التطرق، بدون عقد، إلى مواضيع حيوية بالنسبة لإفريقيا والأفارقة.