تطوق في هذه الأثناء القوات العمومية، المئات من المحتجين بالمنطقة المسماة "المنار"، بمدينة جرادة، بعد استئنافهم للاحتجاجات بعد 15 يوما تقريبا من النقاش حول المقترحات التي تقدمت بها الحكومة لنزع فتيل الاحتقان الذي تعرفه المدينة منذ شهرين بعد حادث وفاة الشقيقين الحسين وجدوان الدعيوي، في بئر للفحم. وقال مصطفى دغنين، أحد نشطاء الحراك البارزين، أنه في الوقت الذي كان النشطاء ينتظرون تشكيل لجنة من أجل الرد على مقترحات الحكومة، تفاجأ المحتجون، بالمسؤولين على مستوى عمالة الإقليم يتصلون بالمواطنين بشكل فردي ويقترحون عليهم القدوم إلى العمالة لتقديم مقترح مشروع، وهو ما اعتبره نفس المصدر أمر غير مقبول، على اعتبار أن الرد على مقترحات الحكومة سيكون من قبل لجان الحراك. ورفع المحتجون شعارات من قبيل شعار الموت ولا المذلة، وشعارات منددة بالإنزال الأمني الذي عرفته المنطقة، وأكد الدغنين أنه إذا كان المغرب بلد الحريات وحقوق الإنسان كما يقال، لماذا لا يسمح لهم بالتعبير بحرية عن مواقفهم، وآرائهم ويتم اللجوء إلى تطويق احتجاجاتهم بالقوات العمومية؟ ويعكس نزول سكان هذه المنطقة للشارع من جديد عدم رضى على المقاربة التي نهجتها الدولة ومخرجات الحوارات معهم، وتكشف أيضا الانقسام الذي يعيشه النشطاء أنفسهم، على اعتبار أن عدد منهم يرفضون الخروج في الوقت الراهن إلى الشارع، بل كشف محمد قاسمي، أحد أبرز النشطاء، أنهم تلقوا اتصالات من السلطات من أجل عقد لقاء جديد مع والي جهة الشرق، غدا السبت، بمقر العمالة، لتوضيح بعض النقاط الغامضة في "حزمة الحلول" المقدمة لهم.