خرج سكان جرادة والمناطق المجاورة في مسيرة غضب، مساء اليوم السبت، بعد 24 ساعة على تشييع جثمان زكريا عبد الرحمان، ثالث شهداء آبار الفحم خلال قرابة الشهر، رافعين شعار "سلمية سلمية". وردد آلاف المحتجين المشاركين في المسيرة التي تابعتها قوات الأمن عن قرب، شعارات منددة ب "التهميش" الذي يطال هذه المدينة المنجمية منذ إقفال شركة مناجم الفحم. وفيما طوق رجال الأمن المسيرة، أكدت اللجنة المنظمة على سلمية المسيرة، مشددة أنها أيضا تعمل على أن تمر الاحتجاجات ب"سلام"، وبدون أي خسائر. وتشهد مدينة جرادة لأكثر من شهر، غليانا شعبيا واسعا، سيما بعد توالي سقوط ضحايا سندريات الفحم الحجري، للمطالبة ببدائل اقتصادية، ومقترحات حكومية ملموسة. وفي ظل انعدام موادر العيش، يخاطر المئات من عمال المناجم في جرادة، بحياتهم لاستخراج الفحم الحجري في الخفاء، وبأساليب تقليدية، مما ييعرضهم للموت، والهلاك. وبدأت شرارة الاحتجاجت بجرادة، بعد الموت المأساوي لأخوين، كانا يستخرجان الفحم من منجم مهجور، بحثا عن لقمة العيش، لتتحول جنازتهما، إلى مظاهرة كبيرة. يشار إلى أن المتظاهرين، منذ بداية حراكهم، طالبوا بإيفاد وفد حكومي لمحاورتهم، إلا أن الحكومة لم تستجب لهم، بعد مرور أكثر من شهر على الحراك، وفيما تم فتح حوارات مع ممثلي الهيئات المحلية، والمنتخبين، ووالي الجهة، وبعض الوزراء، لم يزر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، لاحتواء الوضع.