سارت ساكنة جرادة على خطى حراك الريف، بعد أن لجأت مساء اليوم إلى "قرع الأواني" كشكل جديد من أشكال الاحتجاج، فيما لازال الغضب سيد الموقف، رغم مرور أكثر من أسبوع على وفاة شقيقين داخل منجم حجري مهجور، أثناء استخراجهما للفحم، خاصة في ظل التواصل الرسمي المحتشم معهم. واستبقت ساكنة جرادة الاحتجاج بقرع الأواني مساء اليوم، بخروج عمال "الساندريات" بملابس العمل، وأياديهم ملطخة ب"الشاربون"، رافعين نعوش الضحايا على أكتافهم، بالإضافة إلى المصاحف، والرغيف الأسود، في مسيرة حاشدة جابت مجموعة من الأحياء الشعبية بالمدينة. وباتساع رقعة الاحتجاجات، التي شملت عدة مناطق مجاورة، تحولت شعارات المحتجين إلى التنديد بصمت المسؤولين، وتجاهل مطالبهم، المتمثلة في فتح تحقيق في مناجم وآبار الموت وبالتعجيل بإيجاد بديل اقتصادي، من أجل تحسين الأوضاع المعيشية وخلق فرص عمل ورفع التهميش.