في ظل الخلافات السياسية التي تقف عائقا أمام وحدة صف الدول المغاربية، قد يصلح طبق "الكسكس" المغاربي، ما أفسدته السياسة بين الأشقاء الخمسة. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية تصريحا لمدير المركز الوطني للأبحاث وعلم الإنسان، والتاريخي الجزائري، سليمان حاشيي، بأن خبراءً من بلدان المغرب العربي سيعقدون، قريبا، اجتماعات في إطار مشروع تصنيف تراثها المشترك في فن الطبخ "الكسكس"، تراثا عالميا من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". وصرح المسؤول الجزائري أن "ملف تصنيف الكسكس تراثا عالميا، مشروع مشترك بين بلدان المغرب العربي، مضيفا أن اجتماعات للخبراء من بين هذه البلدان ستعقد قريبا". واعتبر المسؤول الجزائري أن هذا التصنيف سيسلط الضوء على هذا الطبق العريق، والعابر للثقافات، مضيفا أن الكسكس بقي أصيلا على الرغم من مرور الزمن، معتبرا أن تصنيف هذا الموروث المغاربي سيكون اعترافا وأداة لتعزيز الروابط المتينة بين الشعوب، التي تستجيب للتقاليد نفسها، من خلال التعابير المتعلقة بالطبخ، ليصبح الكسكس وسيلة للتقارب بين الشعوب. وعلى الرغم من هذا التقارب المغاربي الكبير حيال توحيد مطلب تصنيف طبق بانتمائه إلى كل المنطقة المغاربية، إلا أن أروقة اليونيسكو لا تزال تعرف تجاذبات بين أطراف مغاربية، حيث احتجت الجزائر على الرئيسة الجديدة للمنظمة الأممية، متهمة إياها بالتخلي عن الحياد تجاه تصنيف التراث اللامادي للدول المغاربية، ما اضطرها إلى القسم تأكيدا على حيادها، وأخذها المسافة نفسها مع كل دول المنطقة.