قررت حكومة الهند الهندوسية، الثلاثاء، إنهاء سياسة تتبعها منذ عقود تتمثل بتخفيض أسعار رحلات الطيران للحجاج المسلمين. واتهم حزب الشعب الهندي (باراتيا جاناتا) اليميني معارضيه في حزب المؤتمر، الذي أطلق خطة المساعدة للحجاج إبان خمسينات القرن الماضي، بمحاولة جذب الناخبين المسلمين عبر إعطائهم منحا. وقال وزير شؤون الأقليات مختار عباس إن الحكومة تسعى إلى مساعدة مسلمي الهند البالغ تعدادهم نحو 175 مليونا دون استخدام الدين "لاسترضائهم" سياسيا. وأوضح لدى إعلانه قرار إلغاء الدعم لسفر الحجاج أن "ما نؤمن به هو التنمية بكرامة". وأكد أن الأموال التي سيتم توفيرها عبر إلغاء الخطة ستستخدم لخلق فرص اقتصادية وتوفير التعليم للمسلمين الذين يشكلون نحو 14 بالمئة من سكان الهند التي تعد 1.25 مليار نسمة. وكل عام، يسافر أكثر من 100 ألف حاج من الهند إلى مكة في رحلة روحانية يسعى كل مسلم إلى القيام بها مرة واحدة على الأقل في حياته. وطالما أصر منتقدو الخطة على عدم منح الهند العلمانية مساعدات مرتبطة بمناسبات تتعلق بالعقيدة لأي مجموعة دينية. وقضت المحكمة العليا في الهند عام 2012 بتعليق الخطة التي اعتبرت أنها تتعارض حتى مع مبدأ رئيسي في الإسلام ينص على أن فريضة الحج تقتصر على من بمقدوره أداءها. لكن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي اليمينية تصرف الملايين على الهندوس خلال مناسبات على غرار "كومبه ميلا" وهو الحج الهندوسي الذي يشارك فيه الملايين طوال أربعة أسابيع. وقال عباس إن 175 ألف مسلم هندي سيشاركون في الحج هذا العام، وهو عدد قياسي يشير إلى أن الحماسة لأداء الفريضة لن تتراجع في غياب الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة. وحض زعماء مسلمون في الهند الحكومة كذلك على إلغاء الدعم للسفر من أجل أداء الحج مشيرين إلى أن شركة طيران الهند هي المستفيد الأكبر من الخطة.