في ظل استمرار موجة الاحتجاجات في إقليمجرادة، التي اندلعت منذ سقوط "شهيدي الفحم" لتدخل أسبوعها الرابع، لا زال المسؤولون يسارعون الزمن لتطويق دائرة الاحتجاجات التي بدأت تتوسع أكثر في الجهة الشرقية. السلامة لعمال "الساندريات" وفي السياق ذاته، عقد مجلس جهة الشرق، أمس الإثنين، دورة استثنائية خصصت لمناقشة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لإقليمجرادة، قدم فيه والي الجهة معاذ الجامعي، حزمة من الإجراءات ضمن برنامج قال إنه يتضمن حلولا آنية ومستعجلة، في إطار التفاعل الإيجابي والمسؤول مع التطلعات الملحة لساكنة الإقليم، في أفق إيجاد بديل إقتصادي للساكنة. وأكد الجامعي حرصه على إيجاد حل لوضعية مستغلي الآبار بطريقة عشوائية، في إطار القانون عبر إحداث تعاونيات، مع تحسين ظروف عملهم وتوفير شروط السلامة والتأمين، علاوة على مراقبة رخص الاستغلال واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال وجود مخالفات. وأشار الجامعي، في معرض حديثه عن التدابير المتخذة لمعالجة إشكالية الاستغلال العشوائي لآبار الفحم، إلى القيام بدراسات لإيجاد حل لتأمين المواقع المنجمية القديمة بسيدي بوبكر وتويسيت، وتسريع إنجاز برنامج التخريط الجيولوجي الذي تم إطلاقه بالنسبة للمنطقة لتحديد مؤهلاتها المعدنية. وقد تم، في هذا السياق، قبل أيام قليلة، إطلاق صفقة بمبلغ 4 ملايين درهم من طرف مجلس جهة الشرق لردم آبار استخراج الفحم المهجورة، وذلك بغية تجنب المخاطر التي يمكن أن تنتج عن هذه الآبار. "تصدير" العاطلين للمدن الكبرى وإسبانيا من جانب آخر، وفي الوقت الذي ترتفع فيه نسب البطالة في إقليمجرادة، استعرض الجامعي عددا من التدابير الرامية إلى الإسهام في توفير مناصب شغل لفائدة أبناء الإقليم، من قبيل برمجة المحطة الحرارية الخامسة بجرادة بعد الدراسة، وبرمجة محطة جديدة للطاقة الشمسية بعين بني مطهر، مع إعطاء الأسبقية في التشغيل في المحطتين الرابعة والخامسة لأبناء الإقليم. وقال الوالي إنه سيتم تنظيم أبناء المنطقة في تعاونيات والتعاقد مع المكتب الوطني للكهرباء بغية توفير مناصب شغل في مجالات النقل والفحم والحراسة وأنشطة المناولة الأخرى، وذلك في إطار المساطر المعمول بها، علاوة على تكوين الشباب في أفق تشغيلهم في المحطات الحرارية بالإقليم. ومن بين التدابير المتخذة بهذا الخصوص، يضيف الجامعي، إدماج شباب الإقليم في الأقطاب الصناعية الوطنية في مدن القنيطرة وطنجة، وتسجيل أزيد من 500 امرأة قاطنة بإقليمجرادة للاشتغال في عمل موسمي بالجنوب الإسباني. احتجاجات متواصلة وإضراب عام في الأفق ورغم كل ما أعلن عنه، لا زال أهالي جرادة يعتزمون مواصلة الاحتجاج، حيث دشنوا منذ أمس الإثنين برنامجا نضاليا جديدا، يرتقب أن يستمر إلى غاية نهاية الأسبوع. وقال عزيز الرش، أحد نشطاء الحراك، في تصريح ل"اليوم24″، اليوم الثلاثاء، إته يرتقب اليوم أن ينخرط أهالي جرادة في مسيرة من وسط المدينة إلى حي حاسي بلال، القريب من آبار الفحم الحجري، ويستمروا في مسيرات مماثلة طيلة الأسبوع، فيما يرتقب تنظيم إضراب عام يوم الجمعة المقبل. وأضاف الرش، في التصريح ذاته، أن سلطات المدينة دعت النشطاء للمشاركة في أشغال لجنة ستهتم بمتابعة تنفيذ الاتفاق الذي أبرم مع عزيز رباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، إلا أن نشطاء الحراك لم يؤكدوا بعد مشاركتهم في اللجنة، في ظل رفض شعبي للعرض الذي قدمه رباح.