بمجرّد استكمال الأممالمتحدة عملية تجديد فريق مسؤوليها المشرفين على تدبير ملف الصحراء، وبشكل متزامن مع التحاق الرئيس الجديد لبعثة المينورسو بمكتبه بمدينة العيون؛ ارتفعت درجة التوتّر من جانب كل من المغرب وجبهة البوليساريو، في ملفات ترتبط مباشرة بولاية البعثة الأممية. فبعد التصعيد العسكري الميداني الذي أقدمت عليه جبهة البوليساريو الأسبوع الماضي، بتنظيمها مناورات عسكرية في المنطقة العازلة؛ قامت السلطات المغربية نهاية الأسبوع الماضي بطرح حقوقيين يابانيين حلّا بمدينة العيون في إطار أجندة مرتبطة بالتحركات الانفصالية. وفيما تعتبر مراقبة وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو من صميم اختصاصات بعثة المينورسو حسب قرارات مجلس الأمن الدولي؛ يندرج الوضع الحقوقي والمدني داخل إقليم الصحراء ضمن المجال الحساس الذي يرفض المغرب إدراجه ضمن صلاحياتها. مصادر محلية مطلعة، قالت ل"اليوم24″ إن الناشطين الحقوقيين اليابانيين، قاما بتحركات "مريبة" بعد وصولهما إلى مدينة العيون، حيث عقدا لقاءات مع نشطاء وجمعيات مرتبطة بالأجندة الانفصالية، كما حاولا الدخول في اتصالات مع بعثة المينورسو الموجودة في المدينة. تحرّكات استنفرت السلطات الأمنية المغربية، حيث قامت بتوقيفهما لبضع دقائق مساء يوم الجمعة الماضي، حيث تم استفسارهما عن سبب وجودهما في المدينة وأهدافهما الحقيقية، قبل أن يتم اعتقالهما بعد مواصلتهما لتحركاتهما، حيث قامت السلطات المغربية بإخراجهما من مقر الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ومن ثم ترحيلهما عبر مطار المدينة. مصادر "اليوم24" أوضحت أن القيام بأية أنشطة تتطلّب الحصول على ترخيص مسبق، بينما دخل الناشطان اليابانيان التراب المغربي بصفتهما سائحين. وسائل الإعلام المساندة لجبهة البوليساريو، كشفت الهوية الكاملة للشخصين المعنيين بقرار الترحيل، حيث قالت وكالة الأنباء الجزائرية إن الأمر يتعلّق بكل من "اكهيشا ماتسومو"، الذي قالت إنه أستاذ بجامعة أوساكا اليابانية، وزوجته "كيوكو فوروساوا"، والتي قدمتها بدورها على أنها أستاذة بجامعة المرأة المسيحية بطوكيو". وكالة الأنباء الجزائرية أكدت وجود أجندة سياسية للناشطين اليابانيين، حيث قالت إنهما حلا "بهدف الاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية"، وأنهما كانا يسعيان إلى لقاء "العديد من الفعاليات السياسية والحقوقية والإعلامية بالمنطقة". مهمة المسؤول الأممي الجديد على رأس بعثة المينورسو، الكندي كولين ستيوارت، تنطلق على إيقاع التصعيد والتوتر. فتزامنا مع التحاقه بمدينة العيون، أقدمت جبهة البوليساريو على تنظيم أنشطة ومناورات عسكرية في منطقة "أغوينيت" الواقعة في المنطقة العازلة، والتي تسميها البوليساريو بالمنطقة المحررة. الجبهة استعرضت تشكيلاتها المسلحة، وأطلقت تهديدات بتنفيذ خطة مزعومة للسيطرة على معبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا. هذه التهديدات التي قلّل من أهميتها الباحث المغربي المتخصص، الموساوي العجلاوي، تعتبر رسالة مشفرة موجهة إلى الدبلوماسي الكندي الملتحق بمدينة العيون. فيما يعتبر الإجراء المغربي الخاص بطرد الناشطين اليابانيين، رسالة مضادة، ترسم للمسؤول الأممي الجديد مجال تحرّكها، وتؤكد عدم استعداد الرباط القبول بأي نشاط مدني أو سياسي للمينورسو داخل الصحراء. المسؤول الأول الجديد عن البعثة الأممية في الصحراء، أتى إلى العيون مباشرة من عاصمة الاتحاد الإفريقي أديس أبابا. الدبلوماسي الكندي كان قد تولى منذ 2011 وإلى غاية 2016، مهمة المدير المساعد لمكتب الأممالمتحدة لدى الاتحاد الإفريقي، ويعتبر خبيرا معتمدا على الصعيد الدولي، في مجال تنظيم الانتخابات وتطوير الديمقراطية. وكان قد بدأ مساره الدبلوماسي داخل وزارة الخارجية الكندية، وتسلق مراتبها إلى أن أصبح ناطقا رسميا باسمها، لكنه سرعان ما التحق بمنظمة الأممالمتحدة، حيث شغل مهمة المسؤول السياسي ببعثة الأممالمتحدة في تيمور الشرقية، والتي تولت إدارة هذه الأخيرة بشكل مؤقت، في الفترة ما بين 1999 و2004.