لا تزال مدينة جرادة تحصي خسائرها بعد وفاة اثنين من شبابها غرقا في بئر للفحم، الجمعة الماضي، على عمق أزيد من سبعين مترا في جوف الأرض. وعلى الرغم من أن جرادة دأبت على فقدان شبانها في المناجم، حيث إن مشاهد غرقهم، واختناقهم، أو انهيارها عليهم، باتت أخبارا مألوفة، إلا أن الفاجعة، هذه المرة، كانت أشد وطأة، بعدما لقي شقيقان في ربيع العمر حتفهما، سعيا إلى ضمان لقمة عيش حلال. جدوان، والحسين الدعيوي، اللذان تصر المدينة على أن يكونا آخر ضحاياها تحت أنقاض المناجم، قال أصدقاؤهما، في تصريحات ل"اليوم24″، إنهما كانا يبلغان من العمر 23، و30 سنة، وكانا متزوجين، أحدهما له ثلاثة أطفال، والآخر له ولدان لم يكملا عقدهما الأول. كما أن الضحيتين كانا يرعيان، إلى جانب أسرتيهما، والدهما، المريض ب"السيليكوز"، الذي ينخر أجساد أغلب مسني جرادة، وهو المرض المهني، الذي يصابون به بفعل عملهم في المناجم.