عاشت مدينة جرادة بداية يوم مرعبة، بعدما غمر الماء بئرا لاستخراج الفحم الحجري، موديا بحياة رجلين من المنطقة، كانا يحاولان استخراج الفحم، وتناقل رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيديو، يوثق مشاهد فجع أمهات الغرقى في البئر، بعدما وصلن لمكان الحادثة، وعدم تمكن مصالح الوقاية المدنية من إنقاذ أرواح فلذات أكبادهن من موت كان يخيم على المكان، فيما أكدت مصادر من المكان، أن الفقيدين ينتميان لنفس الأسرة. وتأتي فاجعة الغريقين اليوم في جرادة، لتؤجج حالة الغليان التي تسود جرادة منذ أمس الخميس، بعد توقيف ثلاثة من المحتجين على غلاء فواتير الكهرباء، عقب احتجاجات جابت المنطقة. وتوجد "الساندريات"، قاتلات الشباب بإقليم جرادة، على بعد حوالي 60 كيلومترا من مدينة وجدة عاصمة الشرق، وهي من بقايا شركة "مفاحم المغرب" التي كانت تستغل مناجم جرادة للفحم الحجري المعروف باسم "الشربون" قبل أن تغلق الشركة أبوابها، ليجد الآلاف من العمال أنفسهم بدون عمل، خصوصا أن النشاط الوحيد الذي كان يحرك عجلة الإقليم هو العمل كمنجمي بالشركة المذكورة. وعاد شباب المنطقة للمناجم من باب "السندريات"، لمواجهة شبح البطالة، والبحث عن كيلوغرامات من "الشربون" يبيعونها مقابل مبالغ متواضعة من المال، وفتح باب رزق جديد من جوف الأرض.