على وقع جو سياسي مشحون واحتجاجات بمعظم الولاياتالجزائرية رفضا لترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، انطلقت أول أمس الأحد بعموم الجزائر الحملة الانتخابية لانتخابات الرئاسة المقررة في 17 أبريل المقبل. وتجري حملة الانتخابات الرئاسية لأول مرة في تاريخ الجزائر، وسط غياب أبز المرشحين، حيث سيغيب عبد العزيز بوتفليقة طوال الأيام التي تسبق الاستحقاقات الرئاسية عن تنشيط المهرجانات الخطابية نظرا لوضعه الصحي الذي لا يسمح، وسينوب عنه في هذه الحملة الوزير الأول السابق عبد المالك سلال الذي عينه مديرا لحملته الانتخابية مباشرة بعد إعلانه استقالته من الحكومة الجزائرية، بعدما أنهى وهو في منصبه الحكومي زيارة 48 ولاية جزائرية أطلق خلالها العديد من الوعود، ما فسر حينها حملة انتخابية سابقة لأوانها. ووفق ما نقلته وسائل إعلام جزائرية فان اليوم الأول من الحملة الانتخابية لم يختلف كثيرا عن باقي الأيام، غير أنه سجلت بعض الخروقات التي تؤكد استعمال المشرفين على حملة مرشح الرئاسة عبد العزيز بوتفليقة لوسائل الدولة في تنشيط حملته الانتخابيات، وهو الأمر الذي رصدته صحيفة الشروق بالعاصمة الجزائر. ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصادرها بالعاصمة الجزائر أن الحملة الانتخابية طبعتها في أول يوم لها بالعاصمة خروقات لمدير حملة الرئيس، حيث كان عبد المالك سلال أول من خرق تعليمات بوتفليقة باستعمال المنصة الشرفية لمطار "هواري بومدين" للسفر إلى بعض الولايات الاخرى قصد تنشيط الحملة الانتخابية، في الوقت الذي يسافر فيه بعض المرشحين الاخرين كعلي بن فليس انطلاقا من الأماكن التي يستعملها عامة المواطنين. ووفق الاعلام الجزائري الذي يتابع هذه الانتخابات بتغطية واسعة فان الجزائريون في اليوم الأول للحملة الانتخابية بدوا غير مكترثين بهذه الحملة، باستثناء رصد بعض التجمعات بالمقرات الحزبية التي تعرف ما يسمونه بالدارجة المحلية "تسخين البندير" في انتظار الخروج إلى الشوارع في الأيام القليلة المقبلة لدعم مرشحيهم. وبالموازاة مع ذلك تعرف العديد من الولايات المزيد من الاحتجاجات يقودها الرافضون لتمكين بوتفليقة من "عهدة رابعة"، كما هو الشأن بمدينة "باتنة" التي تشهد مؤخرا سلسلة من الاحتجاجات ساهم في تأجيجها تصريحات مدير حملة بوتفليقة التي تلفظ خلالها بكلمات اعتبرتها ساكنة المنطقة بالحاطة من كرامتهم وكرامة ساكنة منطقة الشاوية، ولم تتوقف هذه الاحتجاجات بالرغم من تقدم سلال باعتذار رسمي، بل على العكس منذ ذلك باتت "باتنة" من القلاع المناهضة لترشح بوتفليقة، ودعت فيها أكثر من مسيرة إلى "إسقاط النظام".