كل الذين شاهدوا شريط الفيديو الذي سخر فيه عبد المالك سلال، رئيس الحملة الانتخابية للمرشح المريض بوتفليقة، من أبناء الشاوية سيكتشفون لا محالة أن نظام العسكر والمخابرات في الجزائر يعيش مشاكل طائفية كثيرة، وان ما تفوه به الوزير الأول المستقيل مؤخرا ما هي إلا علامات دالة على فشل النظام الجزائري في فرض المصالحة الطائفية، حيث بدأت تدب في جسد النظام علامات الفشل كما دبت منذ شهور في جسم الرئيس المريض.. عبد المالك سلال وفي سلوك وصف بالحقير، لا ينم في شيء عن أخلاق رجال الدولة، قال على الهواء مباشرة إن اهل قسنطينة يقولون "الشاوي، حاشا رزق ربي"، وذلك في محاولة منه التقليل من قيمة هؤلاء الامازيغ الأحرار الذين ساهموا بشكل كبير في ثورة الفاتح من نوفمبر وفي تحرير الجزائر، ومن تم المس بصورة منافس بوتفليقة علي بن فليس الذي ينتمي إلى الشاوية..
الوزير الأول المستقيل مؤخرا بدأ حملة الترويج للمرشح بوتفليقة، أو من يقفون وراءه، بزلة لسان كبيرة، وهو بذلك قد فتح أبواب جهنم عليه وعلى بوتفليقة من حيث لا يدري..
وإذا كان المنسق العام لتلفزيون النهار، البوق الرسمي لعصبة بوتفليقة، قد اعتذر قبل قليل عما بدر من سلال لان البث كان مباشرا ولم يتسن لهم قطع المقطع العنصري الذي يظهر سلال منتشيا وفرحا وكأنه قام بفتح مبين، إلا أن هذا الأخير لم يكلف نفسه عناء تقديم اعتذار لأبناء الشاوية الأبرار الذين تكتلوا للرد على هدا السلوك عبر المواقع الاجتماعية بالانترنيت والتجمعات في منطقة الشاوية..
سلوك سلال الذي أراد من خلاله تقويض صورة ابن الشاوية علي بن فليس، المنافس القوي لبوتفليقة، لم يستسغه الجزائريون الذين هبوا لنصرة ابن الشاوية واصفين عبد المال سلال ومن يقف وراءه بالعنصريين وأعداء الوطن..
والحقيقة أن سلوك سلال وباقي وسائل الاعلام التي تتحرك للدفاع عن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة ليس بغريب على نظام لا يتردد كلما أحس بخطر زواله في إذكاء نار الفتنة والقبلية بينهم، وهو ما يتضح من خلال الأحداث الدامية التي لا تزال منطقة غرداية مسرحا لها، وهو نفس السيناريو الذي سلكته السلطات مع أبناء القبائل الذين أدوا ثمن معارضتهم لنظام العسكر المعادي لحقوق الإنسان وحرية الاختلاف ولنا في ذكرى الربيع الامازيغي 1980 "تافسوت ايمازيغين" والربيع الأسود "تافسوت تابركانت" سنة 2001، والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى بالإضافة إلى المئات من الجرحى والمفقودين بسبب عنصرية النظام ودمويته..
كلام سلال عن الشاويين ينذر يزرع بذور الفتنة وقد علق احد المواطنين عليه بالقول أن "استفزاز مشاعر الشاوية الأبطال ويعايرهم بالقول ''حاشا رزق ربي '' في سخرية من نطق الدابة، هي في اعتقادي وتصوري من أبرز علامات زوال النظام في الجزائر.."
ويبدو من خلال أقوال سلال العنصرية ان بوتفليقة ومن يدعمه، لم تنفع حيلهم في استقطاب أصوات المواطنين لإعادة الرئيس المريض إلى قصر المرادية للمرة الرابعة، فانتقلوا إلى خطوة أخرى تتمثل في استعمال الكلام الساقط والبذيء للمس بشخص منافسيهم، وخاصة رئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس، ابن عاصمة الشاوية باتنة، الذي بدأ يحصد الدعم تلو الآخر حيث أعلنت مؤخرا 21 هيئة - من بينها 18 حزبا سياسيا ومنظمات للمجتمع المدني - مساندتها ودعمه لترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل..
ويلاحظ من خلال الاطلاع على بعض المواقع الالكترونية الجزائرية وبعض الصفحات على الفيس بوك أن أبناء الشاوية ومعهم العديد من الجزائريين قرروا التصعيد ضد سلال ونظام بوتفليقة. وإذا كان البعض منهم قد أعلن مساندته لابن الشاوية علي بن فليس فإن اغلبهم أعلنها ثورة ضد النظام ككل معتبرين أن ما تعيشه الجزائر اليوم بسبب تحكم جنرالات العسكر والمخابرات في مصير البلاد ورقاب العباد، بدعم من المستفيدين من خيرات الجزائر، لا يمكن محاربته إلا إذا تم استئصال الورم السرطاني الذي ينخر البلاد. هي إذن فتنة بدأت تدب في الجسد الجزائري بعد ان كانت نائمة ليتم إيقاظها من طرف سلال، ولا يسعنا ان نقول مع الاخوة في الشاوية والجزائر: لعن الله الفتنة وموقظها..
شاهدوا الفيديو الذي تفوه فيه سلال بكلمات عنصرية نابية في حق الشاوية