شباط يقول ""الشو" الذي يقدمه الوفا هو لإرضاء رئيس الحكومة الذي احتفظ به" تحول خلاف بين برلماني ووزير حول برنامج "مسار" المثير للجدل إلى "حرب" طاحنة تعددت فيها أساليب المواجهة بين التكذيب والنبش في الملفات القديمة، لتصل إلى حد التهديد بكشف أسرار الزوجات. بدأت القصة، عندما تدخل البرلماني الاستقلالي، وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال عبد الله البقالي لجنة التعليم والثقافة والاتصال، مطالبا وزير التربية والتعليم رشيد بلمختار بمعطيات حول صفقة مسار.و وذهب البقالي إلى حد اتهام وزير التعليم السابق محمد الوفا ب"تفويت صفقة برنامج مسار المثير للجدل إلى شركة فرنسية مهددة بالإفلاس، دون أن تخضع للمساطر القانونية المتبعة في تفويت الصفقات العمومية". هذا الاتهام، لم يمر بردا وسلاما على صاحبه، حيث بادر الوزير الوفا إلى إصدار بيان استهله بنفي ما ورد على لسان زميله السابق في الحزب عبد الله البقالي، وختمه بفضح بعض أسرار ماضي الصداقة التي كانت تجمعه مع البقالي أيام اشتغلا معا بمطبعة الرسالة. ومضى الوزير الوفا مشككا في ذمة البقالي قائلا "عندما تركت مؤسسة الرسالة سنة 2000، كان البقالي يتقاضى أجرا لا تتعدى 3000 درهم، وبعد غيابي لمدة 12 سنة كما يحلو له أن يقول، وجدت شخصا آخر أمامي بمستوى معيشي عال، لذلك أطلب منه أن يطبق المبدأ الاستقلالي الخالد : " من أين لك هذا ؟؟". ولم يقف الوزير الوفا، الذي حرر بيانه بتوقيع "وزير سابق"، عند هذا الحد، بل حاول توجيه الضربة القاضية لغريمه ب"التهديد بكشف بعض أسرار زوجته، بعبارة تحمل الكثير من الإيحاءات، وهي"أما فيما يخص موضوع زوجته، فسأعود إليه في مناسبة أخرى"، يقول الوفا. ويبدو أن الوزير الوفا نجح في "خطته"، فقد تحولت حياة أسرة البقالي إلى جحيم منذ انتشار تصريح الوزير الوفا. وفي أول رد فعل رسمي، عرقل البقالي أشغال لجنة التعليم والثقافة والاتصال صباح اليوم بالبرلمان، وأثار النائب الاستقلالي تفاصيل بيان الوفا، مؤكدا أن "زوجته لم تنم 3 أيام بسبب اتهامات الوفا". وطالب البقالي من النواب "اتخاذ موقف تجاه مثل هذه الأنواع من الحروب". مصدر مقرب من زوجة البقالي، أكد لليوم 24 أن الأخيرة "مستاءة جدا من اتهامات الوفا لها وإقحامها في حروب لا علاقة لها بها". وأضاف المصدر ذاته "كان حريا بالوفا حصر مواجهته مع البقالي، أما زوجة هذا الأخير فلا علاقة لها بالموضوع، وهي زوجته في البيت، خصوصا أن لا علاقة لها بالسياسة". وعلمت اليوم 24 أن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ستعقد مساء اليوم اجتماعها، وينتظر أن يتصدر موضوع اتهامات الوفا جدول أعمال اجتماع اللجنة، كما يرجح أن يخرج الاجتماع ببلاغ "ناري"، ضد الحكومة، وفق ما أسرت مصادر اليوم 24. إلى ذلك، أبدى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال استياءه مما أسماه ب"أساليب المواجهة المنحطة"، معلقا على حرب البقالي والوفا. وقال شباط، في اتصال مع اليوم 24 "الزوابع تخلقها الحكومة، والوفا يسعى من خلال "الشو" الذي يقدمه إلى إرضاء رئيس الحكومة الذي احتفظ به". وزاد "الوفا صار ابن كيران بالوكالة". وعاد شباط إلى تهديدات الوفا له بكشف تفاصيل رحلاته للبرازيل قائلا "أنا لم أزر الوفا يوما عندما كان سفيرا بالبرازيل"، مضيفا "أنا سافرت للبرازيل للمشاركة في ملتقى عالمي حول الحركة النقابية بساو باولو التي تبعد ب1500 كيلومتر عن ريو ديجانيرو ". وزاد "الوفا ترك منصبه وترك العاصمة واستقل الطائرة ليحضر للقائي بساو باولو، وقد حجز غرفة بنفس الفندق الذي كنت أقيم فيه لمدة خمسة أيام ليقضيها معي، إذن هو "اللي جا عندي ماشي أنا"، قبل أن يختم "إذا كان عنده ما يفضحه فليتفضل".