وسط حراسة أمنية جد مشددة، أصدر قسم الإرهاب بمحكمة مدينة تورينو بإيطاليا، اليوم الأربعاء، حكمه في قضية يتابع فيها مهاجر مغربي يدعى منير العوال، بتهم "التجنيد لداعش والتطرف والتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية خطيرة"، وهي قضية حضيت باهتمام كبير من طرف الرأي العام الإيطالي. وقضت المحكمة بالسجن لمدة ست سنوات على الشاب المغربي، الذي يطلق على نفسه "ابن داعش"، أو "ابن الدولة"، والبالغ من العمر 29 سنة. وألقى الأمن الإيطالي القبض على "العوال"، شهر أبريل الماضي، بعد مجموعة من التحقيقات، قادت إلى الاشتباه في كونه جنّد آلاف الأشخاص لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة المحادثات والشات "زيللو"، إضافة إلى تطبيق المراسلة الفورية "تلغرام".كما أنه كان يخطط لتنفيذ هجمات دموية بإيطاليا. وكان لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي دور كبير في التحريات التي قادت إلى القبض على "العوال"، كما أن محققيه حلوا بمدينة تورينو وشاركوا في التحقيق معه. وطيلة مدة المحاكمة كانت فرقة مكافحة الإرهاب الإيطالية تقوم بنقل الشاب الذي يطلق على نفسه أيضاً لقب "ميدو"، بواسطة مروحية عسكرية وتحت حراسة أمنية جد مشددة. وقبل اعتقاله، وطوال 9 سنوات، أقام المهاجر المغربي في حضن أسرة إيطالية تتكون من أم تبلغ من العمر 69 سنة، وابنها الذي تعرف على الشاب المغربي حين "كان ينام في الشارع"، وعمره 20 سنة، فجاء به إلى البيت، واحتضنته العائلة، وانتشلته من "صقيع الشتاء، والمخدرات ورقت لحاله، ووضعت فيه كامل ثقتها، وظلت تُطعمه وتعامله كأحد أبنائها"، كما جاء على لسان الأم الإيطالية في تصريحات سابقة لجريدة "لاريبوبليكا" الإيطالية. وكان "ابن داعش" يستعمل هاتف العائلة التي احتضنته وحاسوبها للتخفي، ولعدم إثارة الانتباه. لكن القضاء قرر عدم متابعة أفراد هذه العائلة بسبب عدم علمهم بما كان يقوم به.