لا يزال الرأي العام الإيطالي يتابع باهتمام كبير تفاصيل اعتقال الشاب المغربي منير (ع)، الملقب ب "ميدو"، والبالغ من العمر 29 سنة، والذي قبضت عليه السلطات الإيطالية، أول أمس الاثنين، في مدينة تورينو، للاشتباه في علاقته بتنظيمات إسلامية متشددة، ولأنه كان يستعد لتنفيذ ضربة إرهابية في إيطاليا. وكان المهاجر المغربي، بحسب الشرطة الإيطالية، ينشط في مواقع التواصل الاجتماعي، ويطلب من المسلمين الانضمام إلى صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإيديولوجية "دولة الخلافة"، ويعتبر نفسه ممثلاً لها في إيطاليا. وقبل اعتقاله، وطوال 9 سنوات، أقام المهاجر المغربي في حضن أسرة إيطالية تتكون من أم تبلغ من العمر 69 سنة، وابنها الذي تعرف على الشاب المغربي حين كان ينام في الشارع، وعمره 20 سنة، فجاء به إلى البيت، واحتضنته العائلة، وانتشلته من "صقيع الشتاء، والمخدرات ورقت لحاله، ووضعت فيه كامل ثقتها"، بحسب ماحكته الأم في حوار لها مع صحف، وقنوات تلفزية إيطالية. العجوز الإيطالية استغربت من تصرف الشاب، الذي قالت إنه كان يناديها "أمي"، وإنها منحته كل شيء قبل أن يخدعها، إذ كانت تهيء له الطعام، وخصصت له غرفة خاصة داخل بيتها مثله مثل ابنها، ونفت الإيطالية أي علم لها بأنشطته، وبما كان يقوم به. وعن سؤال لصحيفة "لاستامبا" حول كون المغربي، حسب الأمن كان يقضي ساعات في الويب لتجنيد أشخاص لتنظيم "داعش"، وإن لم تشكّ يوماً فيه، ردت العجوز الإيطالية: "لا علم لي بما يقوم به، كان ينزوي في غرفته، يتحدث بالعربية، ويستعمل الحاسوب، ويلعب لعبة بلاي ستايشن، ثم إنني وضعت كامل ثقتي فيه، ولا يمكنني أن أتجسس عليه.. إذا كان فعلاً كل ما كُتب وقيل عنه صحيحاً فلم أعد أريد أن أراه، لقد خدعنا.. عليه اللعنة..". وأثارت قصة الشاب المعتَقل جدلاً كبيراً في البلد، واستغلتها القوى اليمينية العنصرية لمهاجمة سياسة الحكومة في الهجرة، وإغراق البلد بمهاجرين قد يتسلل بينهم من "يهدد أمن البلد"، علماً أن الشخص المعتَقل مهاجر سري يوجد فوق التراب الإيطالي، منذ حوالي 10 سنوات، دون وثائق قانونية، وفوق ذلك كانت الشرطة في مدينة تريفيزو شمال شرق البلد قد أصدرت في حقه قراراً بالطرد من البلد، لكنه فرّ من تلك المنطقة، ولم يعد لها أبداً.