يبدو ان معظمنا عاش الأمر بصعوبة بالغة في التخطيط للسفر في اليوم الذي يسبق الأعياد الدينية او الوطنية نظرا لظروف حياتية أو عملية معينة فإذا كنت من اللذين يتوفرون على سيارة فأنت محظوظ جدا في هذا الوقت بالضبط لكن إذا كنت من غير ذالك فأنت على ستعيش اوقاتا عصيبة في القطارات المغربية وفي المحطات الطرقية . بين هذا وذاك يبقى هذا الوقت من "العواشر"كما يسميها المغاربة وقت الذرة العصيب للكثيرين من المسافرين المغاربة المتجهين من وإلى مختلف المدن سالكين وسائل نقل مختلفة بين القطارات التي تعيش أوضاع مزرية في هذا الوقت بالضبط بين التأخر والاكتظاظ وسوء تسيير هذه المرحلة الزمنية التي يسقط فيها المسيرين دائما .و الحافلات التي تتخبط هي الأخرى في مشاكل جمة بين سوء الأحوال الميكانيكية وارتفاع ثمن التذكرة الواحدة والاكتظاظ وأجواء التحاقنات الشخصية بين المسافرين تجعلك تفكرر مرارا في إلغاء الاحتفال بهذه المناسبة بشكل قطعي حتى ولو على حساب عائلتك وقضاء وقتك معهم إذا كنت تخطط لرحلتك القادمة وأنت سعيد ومتحمس للقاء عائلتك وأنت في المغرب وعلى وشك ركوب القطار فأنسى الأمر و أيًا كانت وجهتك فأول ما يخطر بذهنك: كيف أسافر و بأي طريقة أستطيع إنجاح رحلتي ؟؟ . الجواب لن يكون واحدًا ولن يكون سهلا في كل مرة فالأمر سيكون محسوم لصالح "التكرفيص " بمعنى الكلمة في نسقها اللغوي "الدارجي" دعنا نأخذك في جولة في بعض المحطات المغربية في هذه المناسبة الجميلة للمقيمين في بيوتهم والتعيسة للمسافرين على متن وسائل النقل المغربية . وكثيرا ما ترتفع وتيرة الرحلات نحو وجهات مختلفة قبيل أيام من عيد الفطر، فيشتد الطلب على بعض الوجهات، كما يشتد الطلب على محطات القطار، وتعد محطة المسافرين الدارالبيضاء واحدة من بين المحطات التي تستقبل حشودا من المواطنين، في أجواء ترصد حرص هؤلاء على تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء في المناسبات الدينية، تجديدا لأواصر القرابة والمودة لكن هذه المحطة لن تكون سهلة الولوج في هذا الوقت بالضبط خصوصا لقلة المسارات التي تربطها في برمجة القطارات . كما أن المحطة الطرقية بطنجة التابعة للجماعة الحضرية لطنجة تعد فضاء حدوديا في عملية النقل العمومي بمنطقة الشمال و المغرب عموما ، نظرا لموقع مدينة طنجة كبوابة للعبور من أوروبا نحو القارة الإفريقية ، وأيضا يستفيد من خدماته المواطنون للتنقل إلى أرجاء الوطن ، فموقع المحطة الطرقية الحالية داخل المدار الحضري بعد أن كان في السابق في ساحة إسبانيا بالقرب من باب ميناء طنجة المدنية ، يطرح معاناة لأرباب النقل العمومي لكون مقره الحالي يتواجد في وسط المدينة ، و بالتالي فإن عملية الخروج و الدخول إلى المحطة الطرقية يخلق أزمة خانقة في هذا الوقت بالضبط. فإذا كنت من المسافرين من هذه المحطة فحتما ستفقد أعصابك إذا قررت السفر في هذا الوقت بالضبط حيث تزدحم المدينة بالزوار و بالمغاربة المقيمين بالخارج الذين يعبرون المدينة في اتجاه باقي المدن ، لكون المحطة الطرقية تتواجد في الشارع المؤدي إلى الميناء و لأهم أحياء المدينة "كبني مكادة"و"بلاصاطور" و " البولفار "و "المدينة القديمة" و غيرها من الأحياء و الفضاءات الحيوية ، مما سيجعلك تتمنى الولوج على المحطة فقك فما بالك الحصول على تذكر سفر والركوب في حافلة في حالة ميكانيكية جيدة تضمن في راحتك فالأمر سيكون صعب جدا . لم تختلف الأجواء أيضا داخل محطة أولاد زيان بالدارالبيضاء قبيل حلول عيد الفطر لهذه السنة، علما أننا نتحدث عن وقت معين لمجموعة من المواطنين يفضلون السفر قبل الدخول في الوقت بدل الضائع، حيث يصبح السفر بمثابة العذاب، مواطنون من أعمار مختلفة، نساء ورجال هدفهم الوحيد هو الحصول على تذكرة والسفر في ظروف ممتعة، هذه الرغبة تتحول في الكثير من الأحيان إلى حلم يستحيل تحقيقه على الأقل هذه الأيام. وإذا كنت تبحث عن لحظات من الهدوء فحتما لن تختار هذه المحطة الطرقية، إذ أصوات «الكروتيات» تعلو على جميع الأصوات، وقد تعتقد منذ الوهلة الأولى أن الحافلات متوفرة بشكل كبير نظرا للإلحاح الشديد لهؤلاء ، لكن تكتشف في النهاية أن الأمر ليس بالسهولة التي تعتقد خصوصا عندما تهم باقتناء التذكرة وتجد نفسك امام ثمن خيالي للتذكرة دون مراقبة حكومية تذكر وامام شخص يخبرك بنبرة غير مبالية "بغيتي بهاد الثمن مرحبا مابغيتيش سير شوف فاش تمشي".. وفي الأخير إذا كنت تخطط للسفر في هذا الوقت بالضبط يفضل أن تراجع قراراتك قبل الإقبال على هذه الخطوة.