في الوقت الذي تمر أمام أعين المغاربة مشاهد تعبر عن قمة التحضر و الديمقراطية الممارسة من طرف شعب قبل أن تمارس من طرف حكومة، بالوقت الذي نرى فيه شعبا يمارس سياسته الخارجية و يجبر رئيس وزراءه على وضع استقالته احتراما لرغبة شعبه و تقديسا لمعنى حكم العب نفسه بنفسه. بالوقت الذي أكتب فيه أسطري هذه و أعبر عن اندهاشي من المشهد الراقي الذي شهدته أوربا هذا الأسبوع، المشهد العادي بالنسبة لهم و الذي لن نصله الا بعد قرون من الزمن بقارتنا، أسأل نفسي: متى ستتوفر فينا المواصفات التي ستجعل حكامنا العرب يتبعون سياسة الاستفتاءات من أجل اتخاذ قرارات بدل تلك القرارات الفجائية التي نصادفها بأحد الجرائد و المجلات و كذا المشاهد السياسية التي نكون فيها بغالب الأحيان غير ملمين بكل السيناريو، منتظرين ظهور أحد المسؤولين من أجل تقديم تصريح أو توضيح لنفهم ماذا يجري.. بهذا الوقت نجد المغاربة يعلنون حدادا و يعبرون عن حزن عميق و استهزاء أعمق من قرار اتخذته الحكومة الحالية و الذي يتجلى بمنع استيراد و تسويق أكياس 3الميكا بالأسواق المغربية.. مغاربة أصبح فجأة كل همهم هو لماذا و كيف لحكومة أن تتخذ قرارا كهذا، و منهم من ربط القرار بحكومة جاءت لتحارب الفساد و اذا بها تحارب الميكا.. و هذا سؤال اخر جاء ليمحي سؤالي السابق، هل نحن بهذه الدرجة من الغباء التي تجعلنا نعبر عن حقد دفين تجاه حكومة من أجل قرار تم اتخاذه لحماية البيئة و صحة ساكنيها لا أكثر و لا أقل.. و هل بهذه الدرجة من السطحية و قصر النظر يمكننا أن نحكم أنفسنا بأنفسنا؟ حسب تصوري الشخصي، لا يحق لنا التعليق و لا حتى الانشغال بقضايا الحضارات الأخرى قبل مراجعة طريقة نظرتنا الضيقة للأشياء .