مع اقتراب شهر رمضان الأبرك، والذي ترتفع فيه بشكل كبير رغبة المغاربة، شأنهم في ذلك شأن جميع المسلمين، في الإنفاق والإحسان إلى الفئات الهشة والفقيرة بطرق مختلفة. إحسان يتم تصريفه في أغلبيته عبر الجمعيات المشتغلة في المجال الاجتماعي، في شكل قفف رمضانية أو خيمات للإفطار، أو توزيع وجبات إفطار جاهزة على المعوزين في نقط محددة. لكن الإحسان في شهر رمضان لهذه السنة 1437 ه/2016 قد يتأثر سلبا لكون هذه السنة انتخابية، ولأن وزارة الداخلية، كما لم تسمح بتنظيم أنشطة حزبية في فضاءات عامة مفتوحة، "فلا شك ستمنع أنشطة إحسانية رمضانية في الفضاءات العامة المفتوحة"، يقول بعض المتتبعين. وزارة محمد حصاد بدأت بالفعل في "منع" العمل الإحساني الرمضاني من قبل جمعيات اعتادت على تنظيم أنشطة في هذا المضمار خلال شهر رمضان. وتفيد معطيات حصلت عليها "الرأي" من مصادر موثوقة أن جمعيات اعتادت تنظيم خيم رمضانية لتقديم وجبات إفطار مجانية، تم رفض طلباتها لتنظيم مثل هذه الخيمات في رمضان لهذه السنة، مخافة، على ما يبدو، من استغلال الأمر انتخابيا. ويتساءل بعض المتتبعين: "لماذا سيتم منع هذه الجمعيات رغم انها ليست هيئات حزبية وتشتغل وفق القانون المنظم للجمعيات؟"، و"ما ذنب المستفيدين في كل هذا؟" و"هل سيسمح للمحسنين تصريف إحسانهم بطرق أخرى كالفضاءات المغلقة مثلا؟". يُشار إلى أن بعض الأنشطة الخيرية والإحسانية تنظمها بعض الأحزاب السياسة بيافطة سياسية مباشرة، كما فعل الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، في حفل ختان جماعي قبيل انتخابات الرابع من شتنبر 2015. فهل سيتأثر العمل الإحساني في رمضان المقبل بالفعل بحمى الانتخابات؟ الجواب بعد حوالي أسبوعين…