عممت وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية على مختلف مساجد المملكة خطبة الجمعة لهذا اليوم، 29 أبريل 2016، تتناول موضوع إقدام بعض الأشخاص على إحراق أنفسهم، في إشارة إلى أحداث من قبيل "مي فتيحة" بالقنيطرة، وسائق الطاكسي بطنجة. وأكدت الخطبة على حرمة إحراق الذات وإلحاق الهلاك بها، وأشارت إلى الوعيد الإلاهي الذي ينتظر من يلحق الأذى بذاته، مصداقا لقوله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا"، الآية. وانتقد نشطاء فيسبوكيون مضمون الخطبة، حيث ذهبوا إلى أنها جرمت "الضحية" ولم تُجرم "الجلاد"، في إشارة إلى المُتسببين في إقدام هؤلاء المواطنين على إحراق أجسادهم، احتجاجا على أوضاعهم. وساءل أحد النشطاء خطيب الجمعة: "لكن سيدي الخطيب لماذا تحدثتنا عن مصير الظلام من المسؤولين قائدا كان أو غيره؟"، و"لماذا لم نسمع منك وممن أوحى لكم بالخطبة المنبرية ولو سطرا واحدا عن الشطط في استعمال السلطة وعن قهر الناس باستغلال النفوذ، وعن امتهان الكرامة الإنسانية؟" وانضم فيسبوكي آخر إلى السجال، مسائلا بدوره خطيب الجمعة بحيه: "لماذا تذكرنا بقوله عز وجل "إن كرمنا بني آدم"؟" و"لماذا لم تخبرنا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وأن الظلم لا يدوم وإذا دام دمر، وأن الله يمهل ولا يهمل؟". واعتبر آخر أن الخطيب "حاول أن يقنع المصلين أن حالة مي فتيحة وغيرها من الذين تذوقوا مرارة الظلم و الحكرة حالة لا يجب أن تثير الشفقة بل على المجتمع أن يستنكر هذا الفعل ويشجبه ويمقت من يقدمون على مثل هذه الأفعال وأن مصيرهم جهنم بصيغة التأكيد و الجزم !! ". واستغرب قائلا: " غريب أن يغيب عن ذهن من خط هذه الخطبة أن مصير العباد بين الجنة والنار يكون بين يد الله هو الحكم و العدل الذي لا يخطئ و لا يظلم أحدا و هو الذي من بين أسمائه الحسنى الرحمان الرحيم الغفور… أم كان عنده علم مسبق بحكم الله .؟!!!"، يقول المتحدث ذاته.