29 أبريل, 2016 - 03:59:00 أثارت خطبة صلاة الجمعة اليوم 29 أبريل الجاري، موجة من الانتقادات من طرف عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن "أنها إقحام فجّ للمساجد في قضايا سياسية وتبرير لعنف السلطة ضد البسطاء." وتمحورت خطبة زوال اليوم الجمعة حول موضوع ''تحريم إحراق الذات'' على خلفية الأحداث التي عرفها المغرب والتي خلفت ضحايا أقدموا على إحراق ذواتهم احتجاجا على احساسهم ب"الحكرة"، التي مارسها عليهم رجال السلطة. وأكدت الخطبة المعممة على عدد من مساجد المملكة "إن المنتحر حرقا مصيره إلى النار، وإن الإقبال على هذا الجُرم دليل على ضعف الإيمان، وإن على المؤمن أن يتحلى بالصبر مصداقا لقوله تعالى "واستعينوا بالصبر والصلاة..". وحسب مصادر متطابقة فإن خطيب مسجد حسان بالرباط ذكر المصلين بحرمة إحراق الذات وإلحاق الهلاك بها مستندا على الأية "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيم". وانتقد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مضامين الخطبة مؤكدين أنها موجهة ضد المستضعفين دون أن تتحدث عن الأسباب والحيثيات التي أدت بالضحايا لإحراق ذواتهم. وقال الصحافي أنس عياش تعليقا على الخطبة: "في أبشع استغلال للدين من طرف الدولة، عمّمت وزارة الأوقاف خطبة حول ظاهرة الانتحار حرقا، التي انتشرت في المغرب في الآونة الأخيرة. وأضاف عياش على صفحته بالفايسبوك "أن المدافعين عن حقوق الإنسان وحرية التعبير يجب أن يسجلوا احتكار المساجد من طرف السلطة ضمن الانتهاكات والتضييق على حرية التعبير، مشيرا إلى أن الوزارة الوصية "توقف كل خطيب يمكن أن يُحمّل مسؤولية المنتحرين حرقا للحُكام الذين راكموا الثروات، ثم أطلقوا أيدي القُواد على الفقراء من عامة الشعب، يبتزونهم ويصادرون سلعهم البسيطة التي يجنون بها ما يسد رمقهم.. وتعليقا على نفس الخطبة، عنون القيادي في العدل والإحسان حسن بناجح تدوينته بعبارة "القهر بالدين"، مشيرا إلى أن خطيب الجمعة أزبد اليوم في كيل الوعيد لمن يحرقون ذواتهم احتجاجا على الظلم ودعاهم للصبر والاحتساب ولم يقل كلمة واحدة عن الظالمين الذين يحرقون قلوب العباد وكرامتهم وأعراضهم وعيشهم وأمنهم". وانتقد بناجح هذا التفسير للدين قائلا "حقا تفسير مثل هذا للدين لهو أفيون في أعلى درجات التركيز. وعاد القيادي في جماعة العدل والإحسان، أكبر حركة إسلامية في المغرب، في تدوينته ليؤكد أنه لا يشرع حرق الذات وإنما لا يشرع الظلم المتسبب في دفع الناس إلى الاحتراق، وهو السبب الرئيس الذي يلزم كل عالم وخطيب وواعظ أن يعطيه النسبة الأكبر من الحديث وتحميل المسؤولية عوض التوجه باللوم فقط للضحية" يقول بناجح وانتقد محمد الغروس، مدير موقع "العمق المغربي"، خطيب جمعة حسان، مشيرا إلى أن الخطيب لم يحدثهم في خطبة الجمعة عن مصير المسؤولين، قائدا كان أو غيره" . وأضاف الصحفي لغروس "لم نسمع منك وممن أوحى لكم بالخطبة المنبرية ولو سطرا واحدا عن الشطط في استعمال السلطة وعن قهر الناس باستغلال النفوذ، وعن امتهان الكرامة الإنسانية ولم تذكرنا بقوله عز وجل "إن كرمنا بني آدم". واعتبر نفس المتحدث، أن التربية الدينية تعطي الوجه الأملس في الدين، ولا تعطيك وجه الحقوق والحريات والتي لا تخرج بدورها عن دائرة الأجر والثواب وترسيخ مفهوم الاستخلاف.