يبدو أن "التهميش الإعلامي" مازال سيفا مُسلطا على جهة درعة تافيلالت، من قبل الإعلام العمومي، الذي ما زال يشاغلُ، وفق كثير من المتتبعين، بمنطق "المركز". وتتجلى مظاهر التعامل "التمييزي" الإعلام العمومي بين جهات المملكة، وفق مصادر "الرأي"، في "الاستهتار" بمواردها البشرية وبمواطني إقليم جهة درعة تافيلالت. فوكالة المغرب العربي للأنباء أقدمت على إغلاق مكتب لها بورزازات وألقت بكامل ثقل تغطية الأنشطة التي تشهدها الأقاليم الخمسة للجهوة الجديدة، على كاهل رئيس مكتبها بالرشيدية، ليصبح بذلك الممثل الوحيد لها جهويا، تضيف المصادر عينها. وأوضحت المصادر ذاتها أن الممثل الجهوي لوكالة المغرب العربي للأنباء بدرعة تافيلالت يتنقل لتغطية الانشطة بين أقاليم ميدلت، الرشيدية، زاكورة، ورزازات وتنغير، لوحده وبدون سائق، أي هو "السائق والصحفي وكل شيء"، حسب تعبير المصادر التي تحدثت ل"الرأي". والشيء نفسه ينطبقُ على القناة الثامنة "تمازيغت"، فحسب مصادر "الرأي"، فإنه تم تعيين "صحفي وحيد" بدون سيارة خدمة وبدون سائق يصور ويوظب ويُعلق ويتنقل بين الأقاليم الخمسة لجهة درعة تافيلالت باستعمال النقل العمومي، من سيارات الاجرة "الطاكسي الكبير" والحافلات، حاملا بين يديه كاميرا شركة فيصل العرايشي. الأمر نفسه بالنسبة لقناة العرايشي الأخرى، "الأولى"، صحفي واحد يتحرك يمنة وشمالا، وفيه "الصحافي والمصور الصحافي والسائق"، يحملُ أجهزته بيده، ويطلبُ المساعدة عندما يحتاج من يُمسك ميكروفون التصريحات. ووفق مصادر "الرأي"، فإن محطة للمعالجة تابعة لقناة العرايشي كانت تشتغل بالرشيدية، فكانت ترسل المواد جاهزة للبث، قبل أن تتحول إلى "شبه خراب" بباب أكله الصدأ، فأصبح "الربورتاج" يبعثُ في "الكاسيط" للتم معالجته بالرباط. قناة "المرأة الحديدية"، مسيرة سيطايل، بدورها لا تشدُّ عن قاعدة "التمييز" الإعلامي ضد درعة تافيلالت. فقد اقدمت القناة الثنية "دوزيم" على سحب صحفييها من مكتب ورزازت منذ أزيد من سنة، دون تعويضهم، وأُلقي بالثقل كامله على "المصور الصحافي"، يصور ويبعث بها إلى "عين السبع" بالدار البيضاء ليُحرر التقرير ويقرأ التعليق "بيضاويا". والأدهى والأمر بالنسبة لمكتب قناة سميرة سيطايل بالرشيدية، أنه "ينتظر موافقة المركز" لأجل تغطية نشاط أو عدمه، مما يجعل "الشكوك" تساور المتتبعين حول لماذا تقوم القناة بتغطية أنشطة لبعض الهيئات ولا تفعل مع أخرى. والنموذج نسوقه من اللقاء الجهوي التشاوري بدرعة تافيلالت حول الطاقة والمعادن، الذي احتضنته مدينة الرشيدية، والذي حضره وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر اعمارة، شخصيا اول أمس الأربعاء. فهل هذا اللقاء بهذا الحجم لم يصل إلى "الأهمية" التي تستدعي من مديرة مديرية الأخبار بقناة عين السبع أن تأمر طاقمها لتغطيته؟ أم أن للأمر علاقة بالانتماء الحزبي للوزير، عبد القادر اعمارة، ورئيس جهة درعة تافيلالت، الحبيب الشوباني؟ ويذهب متتبعون ومهتمون بالإعلام بجهة درعة تافيلالت إلى أن "سلوكات" الإعلام العمومي بالجهة الجديدة الوحيدة المحدثة بالمغرب إثر التقسم الترابي الجديد "يتنافى مع التوجه الملكي والحكومي في ارساء الجهوية المتقدمة". والنتيجة "ضعف مواكبة الاعلام العمومي لأنشطة المؤسسات العمومية وهيئات المجتمع المدني بالجهة المترامية الأطراف"، وبالتالي إظهارها جهة "عاقرا" وهي أرض خصبة لا تكاد حركيتها تتوقف على مختلف المستويات.