مر على حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال والكاتب الوطني للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أسبوع مليء بالمفاجئات غير السارة، اعتبرها متتبعون الأولى من نوعها في تاريخ الحزب الأعرق في المغرب. فبعد انسحابه من التحالف الحكومي بدأت خرجات شباط «غير المحسوبة» تجلب عليه وعلى مناصريه مزيدا من المتاعب السياسية. صفقة لقاحات ياسمينة بادو "مشبوهة" أولى الصفعات التي تلقاها شباط هي ما أثاره تقرير للمجلس الأعلى للحسابات من معطيات جديدة في ملف لقاحات أنفلوانزا الخنازير، التي اشترتها وزيرة الصحة السابقة والقيادية في حزب الميزان، ياسمينة بادو، والتي كلفت ميزانية الدولة أكثر من 55 مليار سنتيم. التقرير كشف أيضا وجود تلاعبات واختلالات في مساطر إجراء الصفقة حول اللقاحات المذكورة، وأدخلها في خانة الصفقات "المشبوهة". بنكيران يربح شباط في التلفزيون ثاني الصفعات التي تقلقاها حميد شباط في هذا الأسبوع تمثلت في انهزامه أمام رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، في نسب مشاهدة برنامجين خاصين على التلفزيون المغربي، الأول خاص ببنكيران في أكتوبر الماضي، والثاني خاص بشباط، في إطار "حق الرد" في فبراير الجاري. نتائج السباق التلفزيوني التي أظهرها بيان «ماروك ميتري»، الذي قال بأن حوالي 600 ألف مشاهد مغربي تابعوا بشكل كامل برنامج "حق الرد"، لحميد شباط، وفي المقابل فاق عدد المشاهدين الذين تابعوا البرنامج الخاص مع عبد الإله بن كيران، 3 ملايين و500 ألف مشاهد. خسارة مقعد نيابي الضربة الثالثة التي استقبلها شباط هي قرار المجلس الدستوري بإلغاء مقعد حزب الاستقلال بدائرة مولاي يعقوب (فاس) بعد التأكد من أن الحزب "نعت عبد الإله بنكيران بنعوت غير لائقة تحرض على الكراهية والحقد" من خلال إلقاء "كلمات تضمنت عبارات السب والقذف، والاستهزاء في حق الطاعن، وفي حق الأمين العام للحزب الذي ينتمي إليه". قضاة المجلس أقروا بأن حزب الاستقلال "ردد شعارات جاهزة من طرف الحاضرين تضمنت عبارات تحقير لشخص الأمين العام لحزب العدالة والتنمية". إلغاء مسيرة نقابة شباط ضربة أخرى تلقاها شباط، هذه المرة بصفته النقابية، عندما قررت وزارة الداخلية منع المسيرة العمالية التي كان من المنتظر أن ينظمها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب يوم الأحد 23 فبراير الجاري بالرباط احتجاجا على حكومة عبد الإله بنكيران. نقابة شباط توصلت من وزارة الداخلية بقرار المنع الخميس 20 فبراير، وكان قد نظم مسيرة قبل أشهر وهي المسيرة التي اشتهرت بمسيرة الحمير. هذه هي الضربات التي تلقاها حزب الاستقلال في ظرف أسبوع، تجعل من غير المستبعد أن يكون لها تداعيات على البيت الداخلي للحزب، خصوصا مع "تنامي نفوذ" تيار "بلا هوادة" الذي يتزعمه عبد الواحد الفاسي.