شن محمد الوفا، وزير الشؤون العامة والحكامة، هجوما شديد اللهجة على أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، متهما إياه بمغالطة الرأي العام، بسبب التوقعات التي قدمها هذا الأخير حول نمو الاقتصاد الوطني، والتي اختلفت بشكل كبير عن توقعات الحكومة، وانتقد بشدة الطريقة التي تشتغل بها المندوبية والأرقام التي تقدمها للرأي العام. واتهم الوفا، خلال مشاركته في برنامج إذاعي على "راديو أصوات"، أمس الخميس، الحليمي بشكل مباشر بالإضرار بمصالح المغرب، عبر ترويج معطيات وصفها الوفا بالخاطئة، ومحاولة تصفية الحسابات مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وقال: "من أراد تصفية الحساب مع بنكيران يخرج ليه نيشان، هذا راه إضرار بالمغرب أ سي الحليمي". ورفض الوزير اعتبار المندوبية السامية للتخطيط مؤسسة دستورية، وحين خاطبته المقدمة بأن الحليمي ينطلق في أرقامه بناء على دراسات تقوم بها مندوبيته بوصفه المندوب السامي، رد الوفا بانفعال وبطريقة تهكمية: "يكون سامي ولا سامية". واعتبر الوفا أن الوحيد القادر على تقديم معطيات حقيقية عن وضعية الاقتصاد الوطني هو وزير الاقتصاد والمالية، وأن ما تقوم به المندوبية السامية للتخطيط هو دفع للمستثمرين نحو الهروب باستثماراتهم خارج المغرب، قائلا "راه كتضر ببلادك أسي احمد، لأنه إذا خلعتي المستثمرين ما غايجيوش لبلادنا". وأضاف بلهجته الساخرة المعتادة أن مندوبية الحليمي ربما تعتمد على نموذج اقتصادي من القرون الوسطى في تقديم توقعاتها عن الاقتصاد الوطني، مدللا على خطأ منهجها بالأرقام التي أعلنتها السنة الماضية عن ارتفاع صاروخي متوقع للأسعار، بينما اختتمت السنة على رقم أقل من من ما توقعته الحكومة نفسها، وبعيدا كل البعد عن ما ذهبت إليه المندوبية. وختم الوفا حديثه في الموضوع بالقول: "كاين لي باغي المصلحة د البلاد، وكاين لي كيقلبنا على شي عجب"، وأضاف: "لي باغي الخدمة فبنكيران يدبر معاه، ولكن هاد الشي راه ماشي فيه اللعب ديال الدراري، نحن نمس مصالح بلادنا الكبرى".