لم يكن يعتقد الشاب عبد الله الصبار أن نقل زوجته الحامل، حين فاجأها المخاض، للوضع بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء سيتحول من فرحة بالمواليد إلى معاناة حقييقية، جعلت الصورة السلبية للمستشفيات العمومية المغربية تطفو إلى السطح مجددا. القصة بدأت أول أمس، الأحد 19 يناير، حينما فاجأ زوجة الصبار المخاض وحملها ما يزال في الشهر السابع، لينقلها على وجه السرعة إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء. ووضعت زوجة عبد الله في ظروف جيدة أربعة توائم خدج، أي في شهرها السابع، ليتفاجأ الأب بغياب الحضانات (القراعي) التي ستحتضن توائمه التي تلزمها عناية مركزة، لتبدأ على الفور معاناة البحث عن مستشفى آخر تتوفر فيه التجهيزات. تنقل الأب الشاب بين المستشفيات العمومية لم يؤتي أُكْلا، ليضطر إلى طرق أبواب المصحات الخاصة، التي قال أنها "طالبته بأثمنة خيالية" مقابل توفير "القراعي" لأبنائه الأربعة، وهو الذي يشكو قلة ذات اليد. تدخل الأصدقاء والمحسنين مكن التوائم الخدج من إيجاد حضانات تأويهم بإحدى المصحات الخاصة إلى أن يتجاوزوا مرحلة الخطر، أي من 3 إلى 4 أسابيع، وهو ما يعني مصاريف إضافية في مصحات لم تُشيد لأجل عبد الله وأمثاله. وتُعيد قصة عبد الله الصبار قضية نقص التجهيزات الطبية الضرورية بالمستشفيات العمومية التي تشرف عليها وزارة الحسين الوردي. ووفق معطيات استقتها "الرأي"، فإن 4 مواليد خدج جدد لا يجدون مكانا شاغرا بالحضانات المتواجدة بقسم المواليد مستشفى ابن رشد، الذي يشهد ميلاد حوالي 1800 طفل سنويا. مصادر "الرأي" أشارت إلى أن عدد الحضانات (القراعي) المتواجدة بالمستشفى هو 21 أكثر من نصفها معطل (11 حضانة)، في حين توجد أربع غرف للانعاش بها 4 أجهزة للتنفس الاصطناعي، إحداها معطل.