أنت هو لدزادو عندو ثلاثة ديال الدريات ؟ ناري قفرتيها أصكع» ما إن أنهت الموظفة المكلفة بتحصيل رسوم الخدمات بمستشفى ابن رشد تعليقها مساء أول أمس الاثنين حتى تعالت ضحكات من نساء ورجال كانوا متجمهرين حول شباك الصندوق. الزوج ارتبك وتصبب عرقا، وفي لحظة ارتسمت ابتسامة على وجهه كانت مناسبة ليعلق حارس أمن خاص ساخرا: «الهم إلى كثر يضحك» بعدما كثرت التعليقات والغمر واللمز من هنا وهناك انسحب الشاب جانبا و بدأ في الاستفسار بصوت خفيت عن ملف زوجته الخاص بالولادة الذي تبخر ولم يعثر له على أثر أحد الموظفين لم يجد جوابا شافيا، لكن بعد إلحاح الشاب في السؤال كان رد الموظف عنيفا «وأنا مالي سير قلب عليه فجهة خرا أنا شغلي هو نتخلص» شد الزوج رأسه بعد ان اغرورقت عيونه بالدموع وغادر إلى حال سبيله. على بعد أمتار من شباك الأداء الموجود في الجانب الأيمن من المدخل الرئيسي لمستشفى ابن رشد كانت ترقد «خديجة أغفور» زوجة الشاب في الصالة رقم4 في الجناح الخاص بالولادة المكون من عشرة أسرة. كانت الشابة التي لم تتجاوز22 سنة تجلس فوق سريرها في مدخل الصالة وبجانبها مجموعة من الهدايا البسيطة في حالة ارهاق مصفرة وهزيلة بالكاد تستطيع الكلام وقبالتها مواليدها الثلاثة مكومين في سرير صغير لايتجاوز بضع سنتيمترات. بين لحظة وأخرى كانت خديجة تظغط بقوة على ثدييها اللتان تؤلمانها وتزيل لحاف أبيض الملفوف على كل واحدة من بناتها مخافة الاختناق. في لحظة تساقطت دموع غزيرة من عيون الشابة التي لم يمر على زواجها من زوجها العاطل عن العمل والبالغ من العمر الأربعين سنة إلا عام وبضعة أسابيع تقدمت منها والدتها التي كانت تقف جانبها وحاولت أن تخفف عليها الآلام والحكرة التي تحسها «غير صبري أبنتي كلشي غادي يفوت والله يخلف ليك في بنياتك خديجة أغفور المقيمة في الهراويين دخلت مصلحة الولادة بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء مساء الخميس المنصرم قادمة من مستشفى سيدي عثمان الذي وجهها على وجه السرعة إلى مستشفى ابن رشد بعد أن تبين أنها حامل بثلاثة بثلاثة توائم. ساعة بعد إدخالها مستشفى ابن رشد وضعت «بالغراز» ثلاثة مواليد إناث وزنهن دون الطبيعي أبقوا دون حضانات اصطناعية لعدم توفرها لحظتها. منذ وضعها لمواليدها بقيت الشابة حسب روايتها للجريدة من مساء الخميس الماضي حتى مساء أول أمس الاثنين دون عناية طبية ودون أن يزورها طبيب أو ممرض «بل وحتى الأدوية التي اقتنتها والدتي» تقول الشابة من صيدلية بالقرب من المستشفى «تبخرت دون أن أستفيذ منها » وأضافت «كل ذلك يهون وكنت أتوقعه إلا أن ماحز في نفسي هو ضياع ملفي الطبي الخاص بالولادة والذي دونه لن أتمكن من مغادرة المستشفى إلى حال سبيلي. حاولت الأحداث المغربية الاتصال بإدارة مستشفى ابن رشد لمعرفة رأى المؤسسة حول ادعاءات «خديجة أغفور» إلا أن ادراة المستشفى قالت أن المدير المسؤول غير موجود ووعدت بالتقصي حول الأمر والرد على ماجاء في ادعاءات «أم البنات» الأمر الذي لم يتم إلى حدود الساعة الثانية من بعد زوال يوم أمس الثلاثاء. هل هي صدفة أن يكون الزوج الشاب أول أمس الاثنين وفي لحظة البحث عن الملف الطبي المفقود لزوجته وفي الوقت الذي كانت الأم الشابة تتلوى من الآلام والاهمال هو نفسه الوقت الذي كانت فيه وزيرة الصحة في الرباط تعطي الانطلاق للتنظيم الجديد للمستشفيات العمومية والذي يحل محل التنظيم القديم ل1993 الهادف إلى الرقي بالمنظومة الصحية في المغرب الموضوع من قبل وزارة الصحة كآلية أساسية لتسيير وتدبير المؤسسات الاستشفائية وفي مقدمتها المراقبة الصارمة للجهاز الطبي وتحسين ظروف الاستقبال والاستشفاء. لعل التنظيم الجديد أن يعلن عن قطيعة مع ماعانته هذه الأم الشابة. ب