أغلقت قوات الاحتلال باب المغاربة، أمس، في ظل اعتكاف المئات من الفلسطينيين في المسجد الأقصى، في أعقاب دعوة جماعات صهيونية متطرفة إلى تنظيم اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى استعداداً لإحياء ذكرى ما يسمى «خراب أسوار القدس»، فيما أحيت سلطات الاحتلال مخططاتها الاستيطانية التي كانت حبيسة الادراج إلى حيز التنفيذ الفعلي، وسط محاولات من جانب سلطات الاحتلال للسطو على ملكية أولى القبلتين وثالث الحرمين وتسجيله في دائرة «الطابو» التابعة له. واعتكف المئات من فلسطينيي ال 48 والقدسالمحتلة والضفة الغربية ليلة أمس الأول في المصلى القبلي، في حين شهد المسجد تواجداً مكثفاً للمصلين منذ ساعات الصباح وانتشار حلقات الذكر في رحابه. وكشف تقرير فلسطيني أعده مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، حول انتهاكات الاحتلال في القدس خلال النصف الأول من عام 2015، عن مزيد من الجرائم والانتهاكات «الإسرائيلية» في القدسالمحتلة بهدف تهويد المدينة وتفريغها من سكانها العرب من خلال هدم منازل ومنشآت المواطنين ومصادرة الأرض وسلب الممتلكات وفرض الغرامات المرتفعة على المواطنين وبناء وتوسيع المستوطنات. وحذّرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» من مخطط لمنظمة «إسرائيلية» تسعى من خلاله الى تسجيل المسجد الأقصى كملك تابع للاحتلال «الإسرائيلي» بشكل رسمي في دائرة «الطابو» التابعة له. وفي تصعيد «إسرائيلي» جديد في إطار الاعتداءات على الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، اقتحم وفد من وزارة الخارجية «الإسرائيلية» المسجد، وقاموا بجولة استفزازية فيه، في سابقة تعتبر الأولى من نوعها. إضافة إلى ذلك، تعتزم شرطة الاحتلال تثبيت كاميرات مراقبة في كل أنحاء شرقي القدسالمحتلة، بعد أن كانت تقتصر على البلدة القديمة ومحيطها. كما قامت بلدية الاحتلال برصد مبلغ أربعة ملايين شيقل (نحو مليون دولار أمريكي) لإقامة ما يسمى «مغتسل توراتي» على جبل الطور، في موقع البؤرة الاستيطانية «معاليه هزيتيم»،المقامة في حي رأس العامود المقدسي، وذلك لخدمة نحو 105 عائلات من المستوطنين في الموقع المذكور، وعدد من البؤر الاستيطانية القريبة وذلك لتعزيز وجود المستوطنين حول القدس القديمة. كما كشفت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث عن مخطط «إسرائيلي» لبناء ستة فنادق بسعة 1330 غرفة فندقية، إضافة إلى واجهات ومراكز تجارية وسياحية، ومطاعم ومقاه، وقاعات للاجتماعات والمناسبات الجماهيرية على قمة جبل المكبر، وبينت أن المخطط سيقام على مساحة نحو 75 دونماً (وهي أرض فلسطينية احتلت عام 1967، وصودرت فيما بعد)، وبمساحة بنائية إجمالية تصل إلى نحو 130 ألف متر مربع.