بذلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلالها لمدينة القدس عام 1967 قصارى جهدها لتهويد هذه المدينة، وتغيير طابعها الإسلامي العربي التاريخي ووضع العديد من المخططات التهويدية لصالح الجمعيات الاستيطانية،ورصد عشرات الملايين من الدولارات على مر السنوات الطويلة الاحتلالية لهذه المدينة المقدسة الطاهرة.. وقد بدأت باكورة هذه المخططات التي ترافقت مع أول يوم لاحتلال القدس؛ بتدمير حارة المغاربة الملاصقة لحائط البراق، تبعتها العديد من الإجراءات العنصرية التي تهدف إفراغ المدينة من ساكنيها من خلال هدم منازل المقدسيين، وطردهم منها، وسحب هوياتهم، وإبعادهم، ومصادرة الأراضي، وإقامة البؤر الاستيطانية داخل احياء البلدة القديمة، إضافة للاستيلاء على اراضي ومنازل داخل احياء بلدة سلوان وشعفاط، وبيت حنينا، والطور، وباب المغاربة لاستبدالها في قطعان المستوطنتين ومع انتهاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والتي استمرت ل 50 يوما من الحصار والتدمير والقتل، وتسليط الضوء لما يدور في القطاع، بدأت ملامح القدس التهويدية تظهر , خاصة وأن سلطات الاحتلال لم تتوقف يوما واحدا عن استمرارية مخطط زرع القبور الوهمية او استكمال مخطط الحدائق التوراتية, اضافة لتقليص عدد المقدسيين ولتصبح القدس أكثرية يهودية استيطانية فيها ولتبدأ بتغير وغسل العقول وتغير المشاهد الاصيله لمشاهد استولت وغيرت وهودت بفعل المخطط الاستيطاني. رئيس لجنة المقابر الإسلامية: القبور الوهمية طمس للتاريخ العربي.. قال الشيخ مصطفي أبو زهرة, رئيس لجنة المقابر الاسلامية في القدس في حديث خاص ل» الاتحاد الاشتراكي»: بالنسبة للقبور الوهمية الاستيطانية المقامة على أراضي وادي الربابه في بلدة سلوان والجهة الجنوبية من المسجد الأقصى, بأن القبور الوهمية بدأت منذ عامين بأمر من رئاسة الحكومة الاسرائيلية وبدأت في بلدة سلوان وتحديدا في وادي قدرون ووادي الربابة، وامتدت لرأس العامود وأطلق على المقابر الوهمية في المكان إسم ( مقبرة الملوك)حسب الجمعيات الاستيطانية، وبين الاراضي القريبة من حي الغول وبانوراما في رأس العامود، لتستكمل في الآونة الأخيرة العمل على قدمٍ وساق في أراضي وادي الربابة ببلدة سلوان لاستكمال المخطط الصهيوني حول المسجد الاقصى المبارك. وأشار الشيخ:» بأن وادي الربابه يقع على تلة صغيره تحيط حولها عائلات عربية فلسطينية, أرض وقف إسلامي، استغلتها الحكومة الاسرائيلية بدءًا من الثورات العربية لتنتهي بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لتستمر في تصعيد اجراءاتها التهويدية في مدينة القدس لإقامة حفر في وادي الربابة ووضع قبور وهمية وتعتليها حجارة يكتب عليها في بعض الاحيان ويكون الحجر قديم اسود لتصبح القبور قديمة قائمة منذ القدم. يؤكد الشيخ:» بأن الحكومة الاسرائيلية تحاول السيطرة على مساحات واسعة من الاراضي الفلسطينية في القدس وتحديداً المحاطة حول المسجد الاقصى المبارك والهدف لتغيير هويتها وطمسها حتى ولو كانت بقبور مزيفه ووهمية ومحاولة تهويد الأراضي ومنع الامتداد السكاني فيها وحتى تهجير من هم يقطنون حولها بإدعاء بأنها أراضي مقابر، موضحاً بأن كل هذا التزييف للتاريخ والتراث الواقع يصب في تهويد المدينة بشكل عام. وشدد بالقول:» بأن مدينة القدس هي معركة حدود وأرض بعد العدوان الاحتلالي على قطاع غزة، مؤكداً بأن كل محاولات الاحتلال والجهود في السيطرة على ما تبقى من أجزاء مدينة القدس ستبوء في الفشل.. عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان: فرض أمر واقع بصبغة تلمودية يهودية.. بدوره أكد الناشط المقدسي فخري أبو دياب ,عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان,في حديث خاص ل «الإتحاد الاشتراكي» بأن الاحتلال يسعى لتزوير الحضارة والتاريخ وفرض أمر واقع لتهويدها بصبغة تلمودية يهودية مزورة وبالذات في المناطق المحيطة بالمسجد الاقصى المبارك والبلدة القديمة, والهدف منها عدة أمور وتحديدا أن الاستهداف يأتي بمحيط المسجد الاقصى والبلدة القديمة لغسل دماغ المواطنين والرواية اليهودية الجديدة, من يزور مدينة القدس والمسجد الاقصى يرى عبر مسارات القدس قبور وآثار يهودي قبل الوصول الى المسجد الاقصى, وان هذا الهدف هو استهداف العقلية,كأن المكان العربي الاسلامي التاريخي هو تاريخ يهودي صهيوني. يوضح أبودياب:» أن إحدي الوسائل الممنهجة والمتواصلة على قدمٍ وساق هي زرع القبور الوهمية وهدفها عدم امكانية التمدد السكاني العربي في مدينة القدس, وحسب المخطط الاسرائيلي بأن تصبح المدينة أقلية عربية وأكثرية يهودية، إضافة لذلك لعدم استخدام السكان الاراضي لصالح الزراعه. وأشار بأن ما تسمى ب «دائرة المقابر» و»سلطة حماية الطبيعة» الإسرائيلية كانت قد أبلغت السكان في الماضي بأن وجودهم مقامة على أراضي تابعة للقبور الوهمية, مما يعني مستقبلا ان هذه القبور أصبحت الارض ملكٌ لهم وهذا ما يهدد بمئات المواطنين المقدسيين المحيطين في تلك المنطقة للتهجير من أماكن سكناهم، وفي حال التوجه للقضاء والمحاكم الدولية او المحلية, تكون الادعاءات باطلة ان كان من قبل السكان او الوقف الاسلامي.موضحاً بأن دائرة المقابر وسلطة حماية الطبيعة الاسرائيلية أطلقت إسما على المقبرة الوهمية في وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى (مقبرة تمبوكسي) يعود الاسم لحاخام يهودي من إسبانيا قتل ودفن هناك وليس في فلسطين، وكل ذلك سعي الاحتلال لتزوير الحقائق والتاريخ كما يحلو لها, مستغلا كافة الظروف لاستكمال التهويد في مدينة القدس. ويقول:» أن المخطط الصهيوني يأتي ضمن مخطط الحدائق التوراتية العامة في محيط المسجد الاقصى والقدس ستؤدي الى تواصل, حسب ما هو مخطط ,لإقامة جسر صهيوني من جبل المكبر جنوبالقدس, اضافة لمسارات اتجاه باب المغاربة مرورا بوادي حلوة للوصول للحدائق التوراتية في محيط المسجد الاقصى ويأتي لتهويد مدينة القدس بالكامل والاستيلاء عليها وربط الاجزاء الغربية مع المستوطنات والحدائق التوراتية والاستيلاء على الارض وسلبها عنوةً تحت اجراءات واهية, كما زرع قبورا على اراضي مسلمين مقدسيين. عطاءات جديدة لبناء مئات الوحدات في مستوطنة جيلو .. في نفس السياق, كشفت مصادر فلسطينية ناشطة في مجال الدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان النقاب عن أن ما تعرف ب «سلطة أراضي إسرائيل» , إذ صادقت على طرح عطاءات جديدة لبناء مئات الوحدات السكنية الإضافية في مستوطنة «جيلو» المقامة على أراضي جنوبالقدسالمحتلة. وأوضح الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان، أحمد صب لبن، أن العطاءات الجديدة تتضمن بناء 708 وحدة سكنية في المنطقة الغربية من الحي الاستيطاني «جيلو»، كما تم إقرار خطة واسعة لبناء مئات الوحدات الاستيطانية الإضافية إلى جانب ما تم إقراره في المناقصات الأخيرة. وأضاف صب لبن، أن هذه الوحدات ستعمل على توسيع مستوطنة «جيلو» من جهتها الجنوبية وسيتم بناؤها على أراض فلسطينية صودرت من قريتي الولجة وبيت جالا، وتبلغ مساحتها أكثر من 228 دونما. وأفاد بأن الشركات الإسرائيلية العشرة التي فازت بالمناقصات ستعمل على تشييد الوحدات السكنية وفقاً للمخطط الذي يتكون من بنايات استيطانية جديدة مؤلفة من أربع وست وثمانِ طوابق بنحو يتوافق مع طبيعة المنطقة المنحدرة نسبياً، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال البنية التحتية من شوارع ومرافق عامة. وأشار الخبير المقدسي، إلى أن هذا المخطط الاستيطاني كان السبب في تفجّر محادثات السلام التي انطلقت في مثل هذه الأوقات من العام الماضي بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية. من جانبه، وصف الخبير الفلسطيني في القانون الدولي، حنا عيسى، مصادقة الاحتلال على بناء هذه الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة ب «جريمة حرب مستمرة»، معتبراً أن الاستيطان «يجعل من المستحيل قيام حل قائم على تعايش بين دولتين». وقال «إن الرؤية الإسرائيلية لمستقبل الاستيطان الذي تقوم به يكمن في مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات عليها أولا، وإسكان الإسرائيليين في هذه المستوطنات وخلق وجود ديمغرافي يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الوجود الفلسطيني الحالي المستقبلي ثانيا»، مضيفاً «إسرائيل ترغب بجعل عملية السلام - إذا تمت- من دون قيمة»، على حد تقديره.