لسوء حظك و أنت متجه لمركز المدينة في الدارالبيضاء أن تركب سيارة أجرة لا تحمل من هذا الأخير إلا الاسم تصدر أصواتا غريبة تشبه أصوات الدبابات أو الطائرات المقاتلة و الغريب في الأمر أن سائق هذه السيارة يضع شريط كاسيت لنجاة الصغيرة و هي تتغنى بحبيبها, ترى ما هي العلاقة بين هذه السيارة المقاتلة و نجاة الصغيرة؟؟؟ نجاة صوتها جميل و دافئ و السيارة صوتها يمكن أن يفيق الميت من قبره. و الأدهى من ذلك أن السائق يسب سائقي السيارات الأخرى و أجدادهم و دينهم و يستعمل منبه السيارة الذي يشبه صفارات الإنذار بدون ادني احترام للمارة و الركاب. يقود بسرعة جنونية و لا يحترم الإشارات الضوئية و كأنه يحمل مريضا إلى المستعجلات أو طردا لا يجب أن يتأخر في إيصاله و لو ثانية واحدة. أما الركاب فكل واحد لديه ما يلهيه أحدهم يضع سماعات في أدنه و صوتها مرتفع جدا يكاد يسمعه المارة خارج السيارة ,أما أخر فهو مشغول بالحديث في هاتفه النقال و هو يصيح بكل ما أوتي من قوة دون احترام الركاب الباقين , و أخر غاضب من "بن كيران" و قراراته اللاشعبية و التي تضر بالقدرة الشرائية للمواطنين حسب قوله ثم انتقل للحديث عن انتشار جرائم القتل و السرقة و انعدام الأمن و ارجع ذلك إلى أن المغرب يريد أن يطبق حقوق الإنسان فأصبح الشرطي يخاف من المواطن , و بدأ يترحم على أيام الحسن الثاني و البصري و زاد مؤكدا بأن المغربي لا تصلح له حقوق الإنسان و الحرية بل تلزمه "الهراوة" لأن المغاربة "كمونيين" حسب تعبيره. و أخيرا وصلت إلى مقصدي,نزلت من سيارة الأجرة و أنا أسب اليوم الذي فكرت فيه في إحياء صلة الرحم مع مركز المدينة, و اكتشفت أننا شعب لا يتقن فن الاستماع و الإنصات, الكل يريد أن يتكلم في نفس الوقت و الكل على حق إلا الآخر و اترك لكم حرية تحديد هذا الآخر. هذه الأحداث من وحي الخيال و أي تشابه بينها و بين الواقع...."كملو من عندكم"