يبدو أن حرب الشاحنات في طرق مراكش تأبى أن تضع أوزارها، أو أن يمضي يوم دون أن تحصد روحا جديدة، وتصيب عائلة أخرى بمأساة مفارقة أحد الأحبة، والمثير في الأمر أن الشاحنات تستهدف النساء أكثر من الرجال. وقبل أن تنسى ساكنة دوار العسكر الحادثة الأليمة التي أودت بحياة فتاة في الثانية والعشرين من عمرها، الجمعة الماضي بعدما دهست شاحنة من الحجم الكبير رأسها وأردتها قتيلة على الفور، شهد شارع الصويرة نفسه في الحادية عشر من صباح اليوم مأساة جديدة، راحت ضحيتها سيدة في عقدها السادس. السيناريو يعيد نفسه، شاحنة تدهس سيدة وترديها قتيلة على الفور وسط ذهول كل من عاين الحادث، حيث كانت تهم سيدة في الستينات من عمرها بعبور الشارع إلى الجهة الأخرى، في طريقها لآداء فواتير الماء والكهرباء، فتجد نفسها تحت عجلات الشاحنة الكبيرة الحجم وتودع الحياة الدنيا من ذاك المكان. وفي ليلة اليوم نفسه، دهست شاحنة أخرى طفلة في ربيعها الرابع في مدارة عين إيطي بالقرب من ولاية الجهة، لترديها قتيلة على الفور، فيما لقي شابان اثنان مصرعهما في الليلة ذاتها، بعد اصطدام دراجتها النارية بسيارة بشارع المشعر الحرام قرب مدرسة المعادن. هذا، وكانت شاحنة أخرى يوم أمس الأحد تسير بسرعة كبيرة، فضل سائقها إكمال مغامرته على مستوى طريق الشريفية بالمنطقة السياحية أكدال، بنفس السرعة «المجنونة» وعدم الوقوف في الإشارة الضوئية الحمراء، ليصدم دراجة نارية يقودها رجل مصطحبا زوجته الحامل معه، فيردي السيدة قتيلة على الفور بعدما فارقت الحياة تحت رحمة عجلات الشاحنة. وتعيش مدينة مراكش، منذ مطلع السنة الجديدة كل يوم حادثة مميتة أو أكثر، كان أولها انقلاب سيارة خفيفة من نوع بورش كانت تسير بسرعة كبيرة بشارع محمد السادس، أدت إلى مقتل شخصين ونقل اثنين آخرين إلى المستشفى، فيما لاذ السائق المصاب بجروح بالفرار ولم يلق عليه القبض إلى حدود الساعة.