قدم محمد الروكي، رئيس جامعة القرويين، مساء أمس الأربعاء، استقالته من رئاسة الجامعة، احتجاجا على تدخل لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، لإبطال قرارات تأديبية اتخذها الروكي في حق أستاذة جامعية، أثبتت لجنة تحقيق تورطها في تلاعبات بسلك الماستر الذي تشرف عليه. استقالة الروكي، الصديق القديم للداودي، جاءت عقب اجتماع ساخن لمجلس جامعة القرويين، انعقد مساء أمس، من أجل تدارس النازلة، فيما يهدد مجلس الجامعة بأكمله بتقديم استقالته في حين تشبث الوزير بقراراته، والأمر نفسه ينطبق على مجلس كلية الشريعة. وتعود فصول الأزمة إلى شكاية من طرف طلبة اتهموا أستاذة جامعية، تنتمي لحزب الاستقلال، وتشرف على ماستر بكلية الشريعة، الفساد الإداري والتلاعب في امتحانات الماستر، وهو ما دفع الداودي لمطالبة رئاسة الجامعة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الاتهامات، خلصت بعد تحرياتها إلى إثبات التهمة. واتخذت رئاسة الجامعة بناء على ذلك قرارا بإزاحة الأستاذة المذكورة عن الإشراف على الماستر، إضافة إلى عدد من الأساتذة، لتلجأ الأخيرة إلى الضغط عبر حزبها على لحسن الداودي، إبان تواجد الاستقلال في الحكومة، من أجل العدول عن القرار. وقرر الداودي في حينه إيفاد لجنة ثانية لتقصي الحقائق، برئاسة مفتش مقرب من حزب الاستقلال، توصلت إلى نتائج معاكسة للجنة الأولى، وأصدرت توصيات مخالفة لها، اعتمدها الداودي، ليقوم بإلغاء قرارات الروكي، ويعيد الأستاذة الجامعية إلى مهامها، وهو ما أثار حفيظة مجلس الكلية. وينتظر أن تخلف النازلة ضجة كبرى في الأوساط الجامعية، وتبعث بإشارات سلبية حول تقدم عملية الإصلاح في الجامعة المغربية، وكشف ملفات الفساد، الذي ظل الداودي يؤكد عليه منذ توليه مهامه قبل سنتين.