في مفارقة عجيبة تحول نشطاء جماعة "العدل والإحسان" من محظورين بالمغرب إلى مرحب بهم بإسبانيا، وذلك على اثر محاربتهم للفكر الإرهابي الذي انتشر بقوة في الآونة الأخيرة، فقد نظمت مؤخرا مؤسسة «فيري» وهي تجمع عدد من الجمعيات الإسلامية في إسبانيا دورة تكوينية للأئمة في مدينة فالنسيا شرق البلاد بتنسيق مع الجامعة الإسلامية في روتردام، كان الهدف منها محاربة الفكر الإرهابي وتلقين الأئمة خطابات الاعتدال في مواجهة خطابات الإرهاب السائدة في بعض مساجد البلاد. وحول الهدف من هذا التكوين، يصرح منير بنجلون لوكالة "إفي" "التكوين المستمر للأئمة يهدف إلى تكوين أئمة يسايرون المجتمع الذين يعيشون فيه ويتفهمون وضعيته". ويراهن على تكوين أئمة متشبعين بخطابات معتدلة لمواجهة التطرف في إسبانيا. ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تقدم فيها مؤسسة فيري على تنظيم نشاط تكويني للأئمة ضد التطرف وفي ملفات دينية أخرى، بل في العديد من المناسبات. ويذكر أن مؤسسة فيري ورابطة أئمة إسبانيا مقربتين جدا من جماعة العدل والإحسان المغربية. وكان معظم نشطاء المؤسستين والمسيرين لهما من أعضاء الجماعة في المغرب التي تعتبر أكبر جماعة إسلامية في المغرب كذلك. ويشار أن المغرب يعتبر جماعة العدل والإحسان متطرفة نوعا ما ويمنعها من الكثير من أنشطتها، في مقابل أن تعتمد السلطات الإسبانية عليها في محاربة خطابات الإرهاب وخاصة السلفيين كما جاء عن وكالة القدس العربي.