احتجت المعارضة، التي يقودها النائب البرلماني عن التجمع الوطني للأحرار مبارك بوعيدة، قريب الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية، بالضرب على الطاولة بالكؤوس خلال دورة فبراير بكلميم، في محاولة منهم لثني عبد الوهاب بلفقيه، رئيس جماعة كلميم و عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن تمرير الحساب الإداري للتصويت دون مناقشة. دورة الحساب الإداري، التي حظيت بمتابعة واسعة للساكنة بعدما كانت تمر في دقائق معدودة قبل انشقاق ثمانية مستشارين عن الأغلبية يعرفون لدى الشارع الكلميمي ب"جي 8″ عرفت فوضى في التسيير، مما اضطر بلفقيه إلى طلب التصويت وهو يصرخ. هذه الدورة تأتي في خضم الحراك الذي عرفته المدينة بعد إعفاء الوالي محمد عالي العظمي و إلحاقه بوزارة الداخلية بعد أقل من سنة على تعيينه، حيث اتهم متتبعين بالشأن المحلي بلفقيه بالتنسيق مع "صديقه " الشرقي الضريس لإلحاق العظمي بالوزارة بعد حملت تطهير خاضها لتنقية اللوائح الانتخابية. المعارضة لم تنتظر طويلا ، فقد أكدت في بيان لها أن هذه الدورة "شكلت فرصة أخرى أمام الرأي العام المحلي و الوطني ليتبين حجم المأساة التي تعيشها الديمقراطية المحلية بمدينة كلميم و ليلمس مدى الاستهتار بالقانون الذي أصبح مجرد وسيلة في يد رئيس المجلس البلدي"ن متهمين في ذات الوقت بلفقيه بخرق المادة 46 من القانون الجماعي، و التي تنص على ضرورة انسحاب الرئيس أثناء بدء عملية التصويت. و أضاف البيان أيضا "أن استمرار الرئيس في إهانة ممثلي السلطة الوصية بشكل سافر وعلى مرأى و مسمع من الجميع و امتناعه عن تنفيذ الأحكام التي اكتسبت قوة الشيء المقضي به ، يعكس عمق الأزمة النفسية و الأخلاقية التي يتقوقع فيها الرئيس و يضع مشروعية الدولة في الميزان ." و ختمت المعارضة بيناها بمطالبة الدولة بتطبيق القانون و فرض احترامه و العمل على إلغاء هذه الدورة لعدم مشروعيتها، كما تدعو الساكنة و كافة القوى الحية بالمدينة إلى المزيد من اليقظة لمواجهة منظومة الفساد المحلية و امتداداتها على الصعيد المركز، ومن أبرز ما خرجت به الدورة هو منح الأغلبية لبلفقيه الإذن لمقاضاة محمد طارق السباع، رئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب دون أن يفصح عن الأسباب التي دفعته لمتابعته، غير أن مصادر رجحت في حديثها مع "الرأي" أن يكون اتهام السباعي لبلفقيه ب" التزوير و التدليس و التهرب الضريبي"، في شريط فيديو نشر على "اليوتوب" مؤخرا هو السبب وراء هذه المتابعة. وكان السباعي قد تساءل في ذات التسجيل أيضا عن حقيقة صرف بلفقيه ل 300 مليون سنتيم على الأرض التي اشتراها ب 20 مليون سنتيم فقط وباعها لشركة تمتلك أسواق ممتازة معروفة وطنيا بحوالي 4 مليارات سنتيم، قبل أن يكشف أن الأرض التي بني عليه السوق الممتاز "كانت عارية كما أظهره محرك البحث "غوغل" يقول السباعي. هذا وجدير بالذكر أيضا أن رئيس الهيئة كان قد وجه في وقت سابق رسالة لمحمد حصاد، وزير الداخلية طالبه فيها بعزل كل من عبد الوهاب بلفقيه، رئيس بلدية كلميم ومحمد بنعيسى، رئيس بلدية أصيلة، اللذان وصفها السباعي ب"توأما الفساد".