وصف الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة المغربي الراحل عبد السلام الهراس بعالم المغرب، والرجل المثقف والداعية الكبير، وقال إن مؤلفاته رصينة وتحقيقاته نافعة ولاقت قبولا واسعا. وتابع القرضاوي في تعزية له نشرها موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نعزي الأمة الإسلامية، ونعزي أسرته، ونعزي أنفسنا، في فقدان الهراس الذي قضى شبابه، وكهولته، وشيخوخته، وعمره كله في خدمة الإسلام والدعوة إليه، وإلى رسالته العالمية، وإلى أصوله ومنهجه، وإلى لغته العربية وآدابها، مضيفا "إنا لله، وإنا إليه راجعون، له ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى". وأبرز القرضاوي أن الشيخ الهراس كانت له صلات وثيقة بكبار رجالات العلم والفكر في العالم الإسلامي، ويعتبر أحد تلاميذ المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي، "حيث لقيه وأخذ عنه، وساهم في نشر أفكاره ورؤاه، وأشار على الدكتور عبد الصبور شاهين بترجمة كتبه لأهميتها". وذكر القرضاوي بأن الشيخ الهراس كان من ضمن المؤسسين المهمين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلا "وله دائما حضور ملموس، ومشاركات ايجابية رصينة في كل الاجتماعات في الهيئة الخيرية، وفي اتحاد العلماء، وفي كافة اللقاءات، تميز فيها بحرصه البالغ على سلامة الدين واللغة والأخلاق من التحريف والتزييف والتميع". وقد شارك فضيلة الشيخ عبد السلام الهراس يقول القرضاوي بكتابة بحث عن شخصي الضعيف، في الكتاب التذكاري المنشور عني بمناسبة بلوغي سن السبعين بعنوان "الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي القيادة الحكيمة في مسيرة التأصيل والتجديد والتوحيد". وأضاف القرضاوي أن الشيخ الهراس له مقالات دعوية، ومؤلفات رصينة، وتحقيقات نافعة لاقت قبولا واسعا، مثل تحقيقه ل(التكملة لابن الأبار)، ومشاركته في تحقيق (أزهار الرياض في أخبار عياض) لشهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني، و(ديوان ابن الأبار البلنسي)، و(صلة الصلة) لابن الزبير الغرناطي، و(درر السمط في خبر السبط). وكان مجيدا للغة الإسبانية، وترجم عنها عدة قصائد وقطع وأبحاث أدبية.