نفى العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أن قبوله لتولي قيادة جماعة الإخوان المسلمين بمصر مشددا على أنه ارتاى ألا يرتبط بأي تنظيم يقيد حركته وأنه رأى أنه من الخير ان يبقى للمسلمين جميعا. وتمنى اللدكتور القرضاوي أن تختار الجماعة أحد أحد أفراد جيل الشباب الوسطي الذي يجمع بين الحفاظ على ثرات الجماعة من جهة واستعاب العصر ومتطلباته من جهة أخرى. جاء ذلك في البيان الذي صدر عن مكتبه في العاصمة القطرية الدوحة، والذي جاء فيه ما يلي: آثرت منذ زمن أن أعمل للإسلام من خلال العمل العلمي والتربوي والدعوي والفكري والإعلامي العام، وأن لا أرتبط بأي تنظيم يقيد من حركتي، ولو كان هو تنظيم الإخوان المسلمين، الجماعة التي نشأت في ظلالها، وقضيت شبابي وكهولتي في نصرتها، وأرى أنها الآن تمثل في مجموعها التيار الوسطي الذي يؤمن بالحوار، ويدعو الى التسامح، ويحترم حقوق المرأة، وحقوق الأقليات، ويتبنى الديمقراطية في إطار الأصول الإسلامية، ويتجنب كل مظاهر العنف، وهو التيار الذي أتبناه وأدعو اليه. ومع هذا رأيت من الخير أن أكون للمسلمين جميعاً، لا لجماعة خاصة، وإن كنت أتمنى لها من كل قلبي التوفيق في مسيرتها، وأن يهديها الله لاختيار أمثل من تراه من رجالها لقيادة الدعوة، وكلهم خيار من خيار، وإن كنت شخصياً أفضل أن يختاروا أحد أفراد الجيل الوسط ، ولم يعد هذا الجيل من الشباب، بل أصبحوا أقرب الى الكهولة، فهم أقدر على قيادة السفينة في هذه الأمواج المتلاطمة من حولنا، إقليمياً وعالمياً، لما لديهم من عزيمة الشباب وحكمة الشيوخ. لقد عُرض عليّ منصب المرشد العام بعد وفاة الأستاذ حسن الهضيبي، وقبيل وفاة الأستاذ عمر التلمساني، فاعتذرت للإخوة الكرام الذين رشحوني وزكوني، وكنت في ذلك الوقت أصح عزماً، وأقوى جسماً، وأقدر على حمل العبء مني اليوم، أفبعد أن جاوزت السابعة والسبعين أقبل ما اعتذرت عنه وأنا في التاسعة والأربعين؟ أدعو الله تبارك وتعالى أن يوفق الإخوان الى اختيار المرشد القوي الأمين الحفيظ العليم، الذي ينظر الى الجماعة وتراثها بعين، والى العصر ومتطلباته بعين أخرى، حتى تنتفع بكل قويم صالح، وترحب بكل جديد نافع، فتستفيد من الماضي، وتعايش الحاضر، وتستشرف المستقبل. الدوحة- عبد الحكيم أحمين