قرر اجتماع أمني رفيع المستوى، ترأسه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تعبئة 10 آلاف عسكري للمشاركة في التدابير الأمنية المتخذة إثر هجمات باريس الدامية الاسبوع المنصرم، حيث أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان الاثنين أنَّ عملية الانتشار ستيدأ اعتبارا من الثلاثاء لضمان أمن "النقاط الحساسة في البلاد" بعد اعتداءات باريس. وقال في ختام اجتماع حول الأمن الداخلي عقد في قصر الاليزيه،إن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "طلب من القوات المسلحة المشاركة في امن النقاط الحساسة في البلاد" مشيرا الى "حجم التهديدات" التي لا تزال تواجهها فرنسا.واستبقَ الوزير الأول،مانويل فالس،هذا الاجتماع بالتأكيد على أنَّ الخطر الأمني مازال محدقا،مُشيرا إلى انَّ الإستنفار الأمني يبقى قائما،و اليقظة سيُحافَظ عليها في درجتها القصوى،كما أشار المسؤول الفرنسي إلى أنَّ عمليات الملاحقة الأمنية متواصلة بحثا عن شركاءَ محتملين لمنفذي الهجمات على مقر شارلي أبدو و المتجر اليهودي في ضاحية فينسينْ.وظهرَ أمس،سارَ أكثرُ من مليون و نصفْ مليون متظاهر في مسيرة الجمهورية للتنديد بأحداث الاسبوع الماضي،ما يجعلُ منها أكبرَ مسيرةٍ تشهدها باريس منذ مسيراتِ النصر الكبرى التي اعقبت الحرب العالمية الثانية. وتصدرَ الرئيس فرانسوا هولاند و معهُ 50 من رؤساءِ الدول و الحكومات المسيرة،التي سارت بين ساحتي الجمهورية و الأمة بوسط باريس،وسطَ تدابيرَ أمنية مشددة عكسها نشرُ القناصة فوق اسطح المباني و الحراسات الشخصية التي رافقت الضيوفْ. وشاركت في المسيرة كذالك المستشارة الالمانية و رؤساء وزراء بريطانيا و إيطاليا و اسبانيا و ملك الأردن و الرئيس الفلسطيني و رئيس الوزراء التركي و الإسرائيلي،و رؤساءُ مالي و النيجر و الغابون و توغو. أما الوفدُ المغربي برئاسةِ وزير الشؤون الخارجية و التعاون صلاح الدين مزوار فقدَّم التعازي بقصر الإليزيه لكنهُ لم يُشارك في المسيرة بسبب رفع رسوم كاريكاتورية مُسيئة للرسول صلى الله عليه و سلم. وبموازاةِ مسيرة باريس،سارت مسيراتٌ أخرى في جميع المدن الفرنسية تقريبا تُقدَّرُ الشرطة أنَّ 3 ملايين شخص شاركوا فيها. وخارج فرنسا انتظمت تجمعاتٌ و مسيرات في مدنٍ كثيرة منها مونتريال في كندا حيث سار 25 ألف شخص يتقدمهم عمدة المدينة و قنصل فرنسا،كما شهدت بروكسيل و فيينا و برلين و ستكوهولم و لندن و واشنطن مسيراتٍ متضامنة مع فرنسا في مواجهةِ هجماتِ باريس التي أوقعت 16 قتيل و هي الأكثر دموية في تاريخ عاصمة الانوار منذ 4 عقودْ.