عبَّر العديد من نشطاء ساكنة منطقة أسا، إحدى أكبر القبائل الصحراوية، عن تخوفهم من احتدام الصراع الحدودي بين قبيلتي أيتوسى و آيت إبراهيم، بعد دخول أطراف سياسية على الخط، معجلا بوصول تعزيزات أمنية جديدة إلى مدينة أسا، من بينها عناصر من قوات «بلير»، وشاحنة مجهزة بخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين وبعض المعدات التي تستعمل في تفكيك الاعتصامات. وذكرت مصادر موقع "أيت ملول24" أن الاتهامات في تأجيج الوضع موجهة إلى شخصيات سياسية معروفة بالمنطقة، ومحاولتها إيقاظ الفتنة القبلية، معتبرة أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنحدر من قبيلة آيت إبراهيم، من أبرز المنحازين لطرف دون آخر في القضية. ويتخوف الساكنة حسب المصادر ذاتها، أن يدفع دخول أطراف سياسية وازنة، إلى اعتماد مقاربة تفريق المخيم وتوريط الدولة في مأساة جديدة تشاه مأساة "اكديم إزيك"، منددين "بمحاولة توتير الأجواء وركوب جهات مناوئة للوطن على القضية واستغلالها لتأجيج الوضع بالمنطقة". يذكر أن منطقة "تيزيمي" المتنازع حولها بين القبيلتين الصحروايتين أيتوسى و آيت إبراهيم، كانت محور اجتماع أمني ترأسه والي كليميم، صبيحة أمس الثلاثاء، لمناقشة التطورات الميدانية للوضع الأمني بالمنطقة. من جهة ثانية، ذكرت مصادر ل "الرأي"، أن اتهامات موجهة لإدريس لشكر، زعيم حزب الوردة، وعبد الوهاب رئيس بلدية كلميم، بالضغط لتفكيك المخيم أمنيا لفائدة قبيلة آيت إبراهيم، مشيرة إلى وجود محاولات لجعل الصراع -عربي أمازيغي-، بعد دخول انفصاليين على الخط، خصوصا مع مؤشرات التدخل الأمني الذي سيجعل المنطقة مرتعا للفوضى"، يضيف المصدر. يشار إلى أن الصراع بين قبيلتي أيتوسى وآيت إبراهيم حول الأرض، زاد في الاحتدام بعدما خرجت قبيلة أيتوسى لوضع علامات على حدودها، فدخلت في صراع مع القبائل المجاورة، مقدمة وثائق تاريخية على أنها تمتلك الأرض، قبل أن تدخل أطراف سياسية على الخط بعد احتواء جميع الصراعات بالحوار، ماعدا قضية هذا المخيم، التي تذهب في اتجاه المقاربة الأمنية، حسب المصادر ذاتها.