محمد أوزين أقدم صباح اليوم على توقيف كل من كريم العكاري الكاتب العام للوزارة ومصطفى أزروال الذي يشغل مدير الرياضات ، إلى حين الانتهاء من التحقيق الذي فتحته كل من وزارته و وزارة الداخلية ووزارة المالية، بشأن " فضيحة" أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بمدينة الرباط . بكل صدق و أمانة و وعي بمسؤولية الكلام الذي بين سطور هذا المقال أقول لكم أن هذا الوزير يجب إقالة نفسه كذلك و أتمنى أن تكون له الجرأة في ذلك، فمنذ دخوله إلى هذه الوزارة و هو يتمادى في أخطائه التي يحمل مسؤوليتها ببراعة إلى الآخرين و كأن الجميع مخطئ و هو الوحيد الذي على صواب و كيف لا يقوم بهذا وهو مدلل حزب الحركة الشعبية. الكل يقر بأن هناك تراجعا كبيرا لا على مستوى الانجازات الرياضية أو على مستوى الممارسة أو حتى على مستوى التجهيزات التي وضعتنا في موقف محرج و نحن أمام أنظار العالم بأسره الذي نطمح إلى أن ينظر إلينا كنموذج قادر على تنظيم أقوى التظاهرات الرياضية. و الكل يقر كذلك أن هذا التراجع الخطير الذي نعيشه جاء نتيجة مسؤولية مشتركة، لكن المسؤول عن تصدير هذه الصورة الحزينة هو محمد أوزين الذي يدافع عن بنية ما زالت تمارس فسادها بكل أريحية. سيقول مجموعة من المهتمين، سواء من الباحثين أو المسؤولين، أن الوزير لا يمكنه تتبع كل الأوضاع الرياضية خصوصا و أن الإدارة هي من تدبر و تنظم و تنفد لكن يمكنه تعيين لجنة لتراقب و تقيم و تساعد …. و سيقولون أن المسؤولية مشتركة بين وزارة الشباب و الرياضة و بين باقي الفاعلين في القطاع كوزارة الداخلية ، وزارة التجهيز و النقل ، وزارة السكنى ، وزارة المالية و الجامعات الرياضية و الشركات الوطنية الرياضية المختصة، لكن الذي لا يختلف حوله اثنان هو أن المسؤول الأول و الأخير هو محمد أوزين لأنه هو من يبدع في تبرير الأخطاء أمام البرلمان ، يجب عليه أن يتحمل مسؤوليته التي أكد في أحد تدويناته الفايسبوكية أنه أهل لها . أمضيت في وزارة الشباب و الرياضة أكثر من شهر و استمعت إلى كبار مديريه و تحاورت مع مؤيديه و ناقشت معارضيه لأستخلص حكما مفاده أن الإستاد محمد ليس أهلا لهذا المجال و لا تجمعه أية علاقة لا بالرياضة و لا بالشباب ، مجال الشباب و الرياضة يحتاج قيادة ديناميكية قادرة على الإنجاز و العطاء و الحوار و البحث عن سبل إصلاح الأعطاب و تجاوز المعيقات و ليس شخصية تبدع في إيجاد التبريرات لفشلها و التهكم على معارضيها متشبتتا بذلك بمضلة القصر، بحيث كل من ناقشه في قرار أو قانون أو إجراء يستهزئ به و يعنف بكلام مستفز و ألفاظ جارحة الملك صاغ لك في ملف الرياضة رسالة ملكية حول الرياضة و هي بمثابة خطة إستراتيجية تتضمن كل التوضيحات و التوجيهات. رسالة قالت لك ،من بين ما قالته، غير كل شخص أو مسير أو مسؤول لا تتوفر فيه شروط الديمقراطية و النزاهة و الوطنية، لكنك لم تأخذ و وضعت على أهم المسؤوليات أشخاص لا علاقة لهم بالمجال، حتى إنك وضعت على شركة بناء و تدبير الملاعب و التي لها دور حيوي في جودة الملاعب الوطنية، رجلا لا علاقة له بالتدبير و وضعت في ديوانك أصدقاء النضال و الطفولة و همشت أغلبية الطاقات و أقصيت كل الأصوات المعارضة داخل وزارتكم بحجة أنك تشتغل تحت توجيهات الملك. الملك و الدولة منحوك قوانين على رأسها قانون 30.09 للتربية البدنية و الرياضية و الذي تستطيع من خلاله استيعاب التحديات و لصلاح الأعطاب و اتخاذ القرارات. و لا أضن أن الملك لم يقل لك لا تراقب صفقات إصلاح الملاعب و خصوصا ملعب الأمير مولاي عبد الله الذي وصفته في ندوتك الصحفية الأخيرة "بالأيقونة" كيف تقول كلاما لا تضبطه و كيف تضحك على المغاربة و العشب غير صالح تماما لتنظيم حتى مباراة للأطفال الصغار. مشاكلك يا سيدي كثيرة و متعددة و أخطائك فادحة و متكررة ، و منصب وزير الشاب والرياضة تكليف بمهمة كبيرة تتمثل في ضمان حق المواطنين في كل ما يتعلق بالشباب و الرياضة و ليس تكليف بمهمة تبرير الأخطاء و إقالة الموظفين و إهانة المعارضين و إفشال الأحداث الرياضية و كهربة العلاقات مع المؤسسات الرياضية الدولية و ابتزاز الجامعات الرياضية الضعيفة و الانحناء للجامعات و الكونفدراليات المخزنية الخارجة عن القانون… و لهذا فمنصب وزير للشباب و الرياضة لا يرقى لدكتورتك الأدبية و لمعرفتك الضليعة في فلسفة اللغات و لا يصلح لرغبتك العالية و طموحك الاستوزاري المطلق و لا يتناسب و مهاراتك الكلامية و قدراتك الردعية و الاقصائية. لهذا فمن الأفضل أن يجد حزب "السبولة" رجلا ينقد ماء وجه هذا الحزب في مجال الشباب و الرياضة و يبحث لك عن مجال آخر.