يبدو أن الوافدين الأجانب للمغرب لغرض الاستجمام والفسحة، لا يستقدمهم فقط الطبيعة والمآثر التاريخية والصناعة التقليدية والثقافة المغربية المتنوعة في البلد أو مناخه الخاص، وإنما تجلبهم أيضا "السياحة الجنسية"، هذا ما يمكن أن يخلص إليه المتتبع لأخبار وحوادث البلد، بحيث أصبحت أخبار الفساد الجنسي أبطالها من الأجانب الخليجيين أو الأوروبيين الأكثر تداولا في المنابر الصحفية، فخلال الأسبوع الجاري تم ضبط ثلاث حالات من جنسيات مختلفة، بثلاث مدن متفرقة هي مراكشوبرشيدوطنجة. ففي مدينة برشيد الصغيرة، قرب سطات عاصمة جهة الشاوية ورديغة، ضبطت السلطات الأمنية يوم الأحد الماضي، ثلاثة مواطنين سعوديين ومعهم فتاتين مغربيتين يقدمن لهما المتعة الجنسية في أجواء تتخللها موسيقى صاخبة وموائد الشراب. وأول أمس الثلاثاء، أودع السعوديون الثلاثة ومعهم الفتاتين المنحدرتين من مدينة آسفي، بالسجن المحلي رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار مثولهما أمام المحكمة بتهمة الفساد والسكر العلني، وذلك بعد مثولهما أمام النيابة العامة والاستماع إليهما في التهم الموجهة إليهم والتي عاينها جيران الحي قبل أن يتقدم أحدهم بشكاية للدرك الملكي بالمركز القريب لرفع أذى "الضجيج والضوضاء" التي يسببها السعوديون رفقة الفتاتين. وفي مدينة طنجة، يتحرك مواطنان إسبانيان حَوَّلا شقتهما المتواجدة بإحدى عمارات المجمع السكني العرفان إلى "وكر" لممارسة البغاء والشذوذ بكل حرية، وفي تحد سافر للسكان وللقانون، مستغلين الغياب التام للسلطات الأمنية، الأمر الذي دفع السكان للتوقيع على عريضة استنكارية وتوجيه شكاية مفتوحة إلى السلطات المحلية قصد التدخل لرفع الضرر الذي تسبب فيه الإسبانيان، وأيضا دفع الشبهة عن محيط إقامتهم. وبمدينة مراكش، داهمت عناصر الأمن يوم أمس الأربعاء، دار ضيافة في عرصة إهري بباب دكالة بالمدينة العتيقة، يملكها فرنسي مقيم بالمدينة، واعتقلت سبعة فرنسيين وأربعة فتيات في وضعية مخلة بالحياء. ولم يتم اعتقال الفرنسيين السبعة، إلا بعد شكايات متكررة لساكنة الحي المذكور لمصالح الأمن بولاية مراكش، حيث تمت مداهمة البيت المعد لاستقبال الفتيات وإقامة حفلات جنسية صاخبة، وألقت القبض على مرتاديها الأجانب وأحالتهم على النيابة العامة بتهمة الفساد وإعداد محل للدعارة. وأمام استفحال ظاهرة ضبط السياح الأجانب يلتهمون أجساد فتيات وأطفال المغرب، يدق المواطنون ناقوس الخطر من هذه الظاهرة التي لم تعد تستهدف مدنا دون أخرى كما كان من قبل، بحيث أصبحت قرية نائية في أعماق المغرب فريسة "ذئاب بشرية أجنبية" تهدد أمن وسلامة فتياتها وأطفالها، وهو الأمر الذي يستدعي من السلطات الأمنية المزيد من اليقظة والتأهب ومن الأسر رفع درجة الحيطة والحذر.