كتب رئيس جامعة القرويين بالعاصمة العلمية للمملكة فاس، محمد الروكي، قصيدة يرثي فيها وزير الدولة ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الراحل عبد الله بها، الذي وافته المنية إثر حادثة قطار مؤلمة الأحد 07 دجنبر الجاري. وأعرب الروكي، في قصيدة الرثاء الذي عنونها ب"شهيد الفضيلة"، عن الحزن المخيم على المغرب لفقدان عبد الله بها، كما عدد خصاله ومكرم أخلاقه. وفيما يلي نص القصيدة: ما للرباط تَموجُ من أقصَاهَا *** وتمورُ في حدث إلى أَدناها عبست وقطبت الجبين تحرقاً *** وهمَّتْ بِوابٍل دمعها عيناها وتقطعت كلماتُها وتَحَشْرَجَتْ *** في الصدرِ تَخرُجُ زفرةً أو آها والناس بين مصدِّقٍ ومكذٍّبٍ *** ومحدِّثٍ ومبَلِّغٍ قد ناها حتى إذا جاء النَّعيُ فقالها *** واصطكت الأسماعُ إذ دَوَّاها علم الجميعُ وأَيْقَنُوا من أنّهُ *** قد مات عبدُ اللهٍ ماتَ البَاهَا عبث القطارُ بجسمِهِ فتمزقتْ *** أشلاؤُهُ يا ويحَ من أشلاها وتمزقت من حولهن نُفُوسُنا *** كَمَداً عليه تَبُثُّ من شَكْواهَا جَلَّ المصابُ وقد عَتَتْ أمواجُهَ *** بالحادِثاتِ فَغَرْنَ لي أفواها ماذا أقول ومُهْجَتي مَكْلُومةٌ *** من هَوْلِهِ تَرْتَاعُ من مولاها ماذا أقول وها فَمِي قد طَوَّحَتْ *** كلماتُهُ تَنْزاحُ عن معناها مات الحكيم مُسَدِّداً ومُقارٍباً *** ومُوَّحِّداً أبداً على أتقاها مات السخي بِمالِهِ ومتاعِهِ *** للناسِ لا يَلْوِي على دُنْياها مات التَّقِيُّ مُسامِحاً مُتَعَبِّداً *** وانْقادَ نحو المصطفى أَوَّاها مات الحبيبُ مُدافعا عن أرضهِ *** وبلادِه في هِمَّةٍ أعلاها لكنَّه ما زال حيّاً خالدا *** بمكارمِ الأخلاقِ ما أحلاها إن مات ما ماتَتْ شمائِلُهُ وما *** ماتَتْ فضائلُهُ لقد أحياها فإلى الإلهِ أَكُفُّنَا مرفوعةٌ *** أن يدخل الفردوسَ من أعلاها رَحِمَ الإلهُ شهيدَنا وأقامَهُ *** في منزلِ الأبرارِ يَسْمُو جاها وإلى أمير المومنين عزاؤنا *** و اللهُ يعظمُ أجرَنا في باها