تشهد المخيمات الصيفية التي تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة، وتنظمها هيآت المجتمع المدني من جمعيات وشبيبات حزبية وكشفيات متخصصة في مجال التخييم، العديد من الاختلالات المالية، خاصة في عملية التموين الخاص بالتغذية المقدمة لتلك المخيمات، وتعرف هذه الممارسات عدة أوجه. وبما أن المخيمات التربوية خاصة الصيفية منها، تشهد رواجا كبيرا في عمليات التموين، بما تعرفه المحطة الصيفية من تنزيل لبرامج التخييم، وبما توفره الوزارة الوصية، من منحٍ مالية مقدرة لكل مستفيد على حدة، فإن ذلك يفتح شهية المشرفين على التموين من أجل اقتناص الفرص للاستغناء على حساب مستحقات المستفيدين، بلسان بعض الجمعيات المتضررة من الأمر، والتي حاولت "الرأي" رصد بعضٍ من آراهم من خلال هذا الروبوطاج. الريع في كميات الخبز "الناقصة" كشفت معطيات حصلت عليها "الرأي"، من داخل إحدى المخيمات ضواحي مدينة الجديدة، أن الممون المشرف على الاقتصاد بمخيمات هذه المنطقة، يعمَدُ إلى التلاعب في كميات الخبز المقدمة، بعدما أثبتت عملية المعاينة والوزن التي قامت بها الجمعية المنظمة للمخيم، أن وزن الخبز المسلمة أقل بما يتراوح بين 20 و 30 غراما في الحبة الواحدة، بما يجعل الكمية الإجمالية لوزن الخبز المقدم تقل بما بين 5 كيلوغرامات ونصف و8 كيلوغرامات عن الوزن المحدد، راصدة بذلك حجم الخسارة الإجمالية خلال المرحلة التخييمية إلى 100 كيلوغرام من الخبز ، والتي تضيع جراء عمليات التطفيف في الميزان التي يقوم بها الممون المعتمد. ولم يتوقف الأمر على الوزن فقط، فقد أفادت المعطيات التي حصلت عليها "الرأي"، أن الجمعية سجلت رداءة في جودة الخبز المقدم في غالب أيام المخيم، بالإضافة للتأخر في وصول هذه المادة الحيوية في الوقت المحدد، مما يتسبب في إرباك عملية التغذية، وتعطيل البرنامجين العام والقار للمخيم، الأمر الذي يضطر معه المنظمون للمخيمات التربوية إلى رفض تسلم هذا النوع من الخبز المقدم من الممون، نظرا لحالة التيبس والرداءة التي يظهر عليها. سِلعٌ مجهولة في السوق وضعف في جودة المواد يكشف ع. ذو الخبرة الطويلة في مهمة الاقتصاد داخل إحدى الجمعيات الوطنية العريقة في مجال التخييم ل "لرأي"، أن عمليات التموين في جل المخيمات التي مر بها في تجربته التخييمية الطويلة، تعرف ضعفا مُهولا في جودة المواد المقدمة للمستفيدين من المخيمات، وما يتبع هذه العملية على رداءتها، يقول المصرح، من تحايل على المخيمات من أجل ربح الوقت من طرف المقتصدين العامين للمخيمات للحيلولة دون التمكن من صرف المنحة المخصصة للمخيمات كاملة. ويضيف المتحدث ل "الرأي"، أن التأخر في تقديم المواد المبرمجة في اقتصاد المخيم، يترتب عنه تمرير مواد مجهولة داخل السوق المغربي، مؤكدا أن السلع المجهولة التي تقدم للمخيمات تحتسب بالثمن ذاته الذي تباع به المواد المعروفة في السوق المغربي، مما يُحتِّم على المخيمات بفعل عملية التأخر في المنح إلى قبولها لعدم وجود بدائل. غش في المواد الأساسية من خضر وفواكه لاحظت العديد من الجمعيات التي سألتها "الرأي"، عن جودة المنتوج المقدم لها في عمليات التموين في مخيماتها، وجود تحايل كبير في العملية التي يقوم بها الممونون، حيث عمد أحد الممونين بإحدى تلك المخيمات، إلى إخفاء كميات من الفواكه الفاسدة كليا أو جزئيا وسط كميات الفواكه المسلمة لمقتصد المخيم، وهو ما يتسبب في نقص الكمية المتوفرة بعد عزل الصالح منها للاستعمال عن العدد الإجمالي للمستفيدين من المخيم. ويطال الغش المسجل في عمليات التموين، حسب الإفادات ذاتها، مادة اللحم أو ما يصطلح عليه بالمواد الأساسية بالمخيمات، حيث أثبتت عمليات قياس الوزن والمعاينة وجود أوزان أكبر من النسبة القانونية للأجزاء غير القابلة للاستهلاك في الكميات المسلمة، مثل الشحوم والعظام والجلود، وسجل الميزان نقصا في الوزن المقدم من طرف الممون عن الكمية المقررة بالنسبة للمخيم. وسجلت إحدى الجمعيات أيضا، رداءة معظم المواد المقدمة لمخيمها، مثل الجزر والبطاطس والخيار وغيرها من المواد الأساسية، مما يؤدي إلى هدر كميات كبيرة منها خلال عملية التنقية التي يقوم بها طاقم الخدمات والطهي بالمخيم، مما يجعل الوجبات ضعيفة كما ونوعا.