طالب المكتب التنفيذي لجمعية المواهب للتربية الاجتماعية بإيفاد لجنة للتحقيق في مواد البقالة التي تزود بها مخيمات الأطفال بمدينتي طنجة وأصيلة، من طرف الممون المتعاقد مع مندوبية الشباب والرياضة. وتساءل مصطفى قرافي، مستشار مكلف بالتوثيق والإعلام داخل الجمعية، عن سبب عدم متابعة المسؤولين عن تزويد مخيم الجمعية ب42 علبة من الحليب المعقم الفاسد من نوع (سنطرال) رغم أن مدة صلاحيته لم تنته، وعن سبب عدم تعويض الجمعية عن كميات الحليب التي حرم منها الأطفال (200 مستفيد). وقال قرافي إن مسؤولين بمكتب حفظ الصحة التابع لبلدية المدينة ومصلحة قمع الغش وقفوا على كميات الحليب الفاسد، وحرروا بشأنها تقارير تتوفر الجمعية على نسخ منها، ووقعوا على إتلاف المواد الفاسدة، كما أضاف أنهم أخذوا عينات من الأرز الفاسد و(شمعوا) ما تبقى منه داخل المخيم، كما وزنوا الخبز ووجدوا وزنه ناقصا، وسحبوا من الممون رخصة سياقته. لكن تلك التقارير ظلت حبيسة بعض الرفوف ولم تسلك مساطرها القانونية. وأضاف أن الجمعية تنتظر ما ستؤول إليه الرسالة الموجهة قبل أسابيع إلى وزيرة الشباب والرياضة، والتي يطالب فيها مكتبها التنفيذي بالتدخل ومعاقبة المسؤولين وإنصاف الجمعية والأطفال الأبرياء الذين كانوا على وشك تناول حليب فاسد لولا يقظة المؤطرين. وأوضح في رسالته إلى الوزيرة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، أنه خلال المرحلة الثانية من التخييم داخل مؤسسة الملك فهد بن عبد العزيز في الفترة ما بين 19 و31 يوليوز الأخير، عانى المؤطرون والأطفال كثيرا من ضعف جودة المواد الغذائية (علب الطماطم والمربى والأرز ...)، والتلاعبات التي تقع في وزن بعضها (الخبز)، وفساد مواد أخرى، وخصوصا الحليب، حيث توصل المخيم بحليب فاسد (منتفخ العلب)، رغم أن صلاحيته لا تنتهي إلا بعد يوم سابع نونبر من سنة 2008، حسب التاريخ المثبت على العلب، وأن أطفال المخيم، وعددهم مائتان، حرموا من الحليب لمدة أربعة أيام. واتهم قرافي مندوبية الشباب والرياضة بالتواطؤ مع الممون من أجل التلاعب في مواد التغذية والسكوت عن خروقاته. وفند الحسين مرسان، مندوب الشباب والرياضة بطنجة، ما جاء على لسان ممثل الجمعية إعلاميا، وقال، في تصريح ل«المساء» إن الممون زود المخيم بحليب لم تنته مدة صلاحيته، وهو نفس الحليب الذي وزع على جميع مخيمات طنجة وأصيلة التي تحتضن حوالي 3000 طفل، وإن انتفاخ علب الحليب أو فساده لا يعود إلى الممون، كما أوضح أن الجمعية طالبت بتعويض نقدي عن كميات الحليب الفاسدة، وهو ما لا يمكن تطبيقه، بحكم أن المنحة المخصصة للجمعية تعطى كمواد غذائية وليس كأوراق نقدية. كما انتقد اتهامات الجمعية له بالتواطؤ والتلاعب، وأكد أن ممون الخضر ومواد البقالة واللحوم والدجاج المشتكى به تقدم لوحده من أجل الظفر بالصفقة (حوالي مليون درهم) المخصصة للمخيمات الصيفية 2008 بعمالة طنجة، وكان طبيعيا أن تعود الصفقة إليه. من جهته، نفى محمد ربيع، الممون الوحيد بعمالة طنجة لمخيمات الأطفال، كل ما ذكر في حقه من تلاعبات، وأكد أن الحليب «الفاسد» حصل عليه من محل (الميترو) مساء يوم 17 يوليوز 2008، وأوصله إلى المخيم صباح اليوم الموالي، وأنه حليب لم تنته صلاحيته، ورفض ربيع أن يقدم تعويضا إلا في حالة الحصول على الكمية الفاسدة التي سيستبدلها لدى الشركة المنتجة بحليب صالح، مشيرا إلى أنه يوزع الحليب على كل أطفال المخيمات بالعمالة وألا جهة اشتكت. وأضاف ألا علاقة للجمعية بالممون وأن العلاقة قائمة فقط بينه وبين مندوبية الشباب والرياضة ومقتصدها العام. وعن بعض المواد ذات الجودة الضعيفة، قال الممون في تصريح ل«المساء» إن ما يقدمه موافق لما جاء في دفتر التحملات الذي تتضمنه الصفقة، موضحا أنه فاز بالصفقة بعد أن تقدم إليها بمفرده وعلى بعد يوم واحد من بداية عمل التوزيع على المخيمات.