يبدو أن عمر عزيمان، رئيس الجلس الأعلى للتربية والتعليم والبحث العلمي، متفائل جدا بمستقبل اتعليم بالمغرب، فقد قال أمس، الخميس 20 نونبر، إن إصلاح المنظومة التربوية ممكن وقابل للإنجاز إذا انبنى على مقاربة تشاركية مفتوحة ورؤية واضحة وطموحة. وقال عزيمان، في كلمة بمناسبة افتتاح الدورة الثالثة للمجلس الأعلى للتربية والتعليم والبحث العلمي، " نحن مدعوون لتوطيد اختياراتنا وتعميقها، ولا سيما فيما يتعلق بالقيم والاختيارات "، من قبيل " الإيمان المتقاسم بأن إصلاح المنظومة التربوية ممكن وقابل للإنجاز من الآن، إذا انبنى على مقاربة تشاركية مفتوحة ورؤية واضحة وطموحة وقدرة على التجديد الفعلي وإرادة سياسية حازمة وواثقة، وكذا المزيد من العمل المكثف والمثابرة والتحليل النقدي". وأضاف أن نهج الحوار المتعدد والمستمر والحر، والالتزام بالاحترام والتقدير المتبادلين بين الجميع، واعتماد التشاور الموسع في معالجة مختلف القضايا والأعمال، والوعي التام بالرهانات والتشبع القوي بروح المسؤولية، وجعل المصلحة العامة فوق كل اعتبار، تعد أيضا من بين هذه القيم والاختيارات. وسجل عزيمان أن المسار الذي قطعه المجلس برصانة وحزم، في هذا الحيز الزمني القصير، حقق آثاره الأولى متمثلة في اكتساب المجلس لإشارات قوية جوهرها الثقة والاعتراف، أولا من قبل جلالة الملك، ولاسيما بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية الحالية للبرلمان، وثانيا من طرف رئيس الحكومة الذي بادر باستشارة المجلس حول مشروع قانون يقضي بتغيير وتتميم القانون الصادر في 25 ماي 2000 المتعلق بالتعليم العالي . وثالثا، يضيف المتحدث، من لدن الفاعلين التربويين والأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والهيئات المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني الذين عبروا عن روح الثقة والدعم للمجلس بمناسبة مشاركتهم الفعالة في لقاءات الحوار الجهوي، ورابعا من جهة وسائل الاعلام، التي بدأت تتكون لديها صورة جديدة عن المجلس تتجرد بالتدريج من الريبة والتشكيك في قدرات هذه المؤسسة وتتأكد يوما بعد يوم من قيمتها المضافة. وأضاف رئيس المجلس الأعلى للتعليم أنه " يمكن التأكيد، من ثم، أن انطلاقتنا كانت صائبة، حيث قطعنا مسارا واعدا، بقدر ما يشكل مصدر اعتزاز بقدر ما يجب أن يشعرنا بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لأننا ما زلنا في بداية طريق طويل وشاق". وأكد في هذا الصدد أنه يتعين مضاعفة الجهود سواء تعلق الأمر بضمان انخراط أقوى، أو بمنهجية أدق، أو بالمزيد من الالتزام والحرص الشديد على الرفع من الجودة في العمل والإنتاج، والوفاء بالمواعيد والآجال.